بعد العدوان المستمر والمتواصل على الشعب الفلسطيني في غزة العز والكرامة والصمود قرابة سنة ميلادية كاملة، انعطف العدوان ليطول دولة لبنان الشقيق فتم العدوان على سيادته وأمن شعبه الكريم.
وكعادة الغزاة استباحوا الأراضي وشنوا هجوماً واسعاً باستخدام أحدث الطائرات الحربية في العالم، وبسبب عدم وجود غطاء جوي لردع الطائرات ستكون النتيجة خسائر مادية وبشرية فادحة، فهناك شهداء ومصابون من المدنيين العزل، بالإضافة إلى تدمير المرافق العامة والممتلكات الخاصة والبنية التحتية.
وكل ذلك يتم أمام مرأى العالم أجمع، ولا يتجرأ كان من كان أن يعدّ ذلك انتهاكاً لحقوق الإنسان!
فكما كان العدوان الإسرائيلي على غزة تم توسيع رقعة العدوان ليطول دولة لبنان الشقيق.
فبعد العدوان على غزة، اتبع السيناريو نفسه من قتل وإبادة وتهجير ضد الشعب اللبناني…
ألا يعتبر ذلك انتهاكاً جلياً للقانون الدولي لحقوق الإنسان!
من الذي يتمكن من لجم هذا العدو الشيطاني الغاشم وحماية المنطقة مما لا تحمد عقباه؟!
أين دور جامعة الدول العربية ؟!
أليست فلسطين ولبنان أعضاء فيها؟!
أين دور مجلس الأمن… ولماذا لا يتحرك لإيقاف هذا العدوان البربري؟!
ألا يعتبر ذلك فشلاً مدوياً للمجتمع الدولي في تفعيل قوانينه وأخلاقياته؟
معايير وأخلاقيات غريبة!
فمن يدمر منازل الناس على رؤوسهم ويفتك بالأطفال والنساء والكهول باستخدام الأسلحة الفتاكة الممنوعة والمحرمة دولياً، تجيزها له الدول المتحالفة مع هذا الكيان السرطاني وتسمي ذلك بالحق المشروع للدفاع عن النفس!
ويسلبون حق الرد من أهالي الضحايا على هذا العدوان السافر بل ويسمون هذا الحق بالإرهاب!
الدماء الإسلامية أصبحت لا قيمة لها عند من يدعون الدفاع على حقوق الإنسان!
المنطق الأعوج الغريب!
طائرات الصهاينة تصول وتجول في الأجواء اللبنانية وغزة تقصف وتدك المباني على ساكنيها بحجة قتل بعض أفراد المقاومة!
وتطلب من الطرف المعتدى عليه عدم الرد وتقبل القصف والدمار والقتل!
بالرغم من الإمكانات المتوسطة المتوافرة لدى المقاومين الأحرار تمكنوا من الرد على تلك الهجمات البربرية بكل ثقة ودقة، بل دب الخوف في قلوب المستوطنين ما أدى إلى مغادرة مناطقهم والاختباء في مناطق أخرى.
{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ }.
معاداة الصهيونية سابقاً:
رفضت الدول العربية جميعاً احتلال فلسطين لإقامة ما يسمى بدولة إسرائيل، وقاومت هذا الكيان الاستعماري ورفضت الاعتراف به والتطبيع وإقامة العلاقات كافة معه، كنا أمة واحدة معاً في جميع الحروب ضد هذا الكيان الغاصب.
مواقفنا موحدة إزاء القضايا القومية المشتركة الكبرى. كان الكيان الصهيوني الغاصب منبوذاً منذ استيطانه أرض فلسطين من جميع الدول العربية المحيطة بها، وكانت علاقاتها مع حلفائها الغربيين فقط.
أما الموقف الحالي:
اعترفت بعض الدول العربية بالكيان الصهيوني، لكن الصهيوني يتمادى في قتل الشعب الفلسطيني لمدة سنة ميلادية ولا يزال مستمراً إلى الآن في قتل الأبرياء .
ولذلك، لا يهتم هذا الكيان السرطاني بالعرب ولا بالمسلمين، فهؤلاء السفلة يقتاتون على بث الفتن بين الفرق الإسلامية المختلفة بهدف خلق عداوات وحروب بين أبناء الشعوب الإسلامية .
الموقف الكويتي المشرف:
كلمة ولي العهد سمو الشيخ/ صباح الخالد في الأمم المتحدة :
( نجدد مناشداتنا على ضرورة التزامنا جميعاً بالقانون والمواثيق والمعاهدات الدولية مع التأكيد على أهمية التعامل بمسطرة واحدة بعيداً عن ازدواجية المعايير، ولعل ما يحدث في فلسطين من إبادة جماعية راح ضحيتها أكثر من 41 ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال وعجز مجلس الأمن من إيقاف هذا العدوان السافر لهو مثال قاطع مؤسف على نهج الكيل بمكيالين في تطبيق القانون الدولي الأمر الذي يجب ألا يكون له مكان في مستقبلنا حتى لا ننزلق إلى عالم تسوده سياسة الغاب).
صدمة حظر النفط العربي:
الموقف العربي والإسلامي الموحد اتخذ لمواجهة المد الإسرائيلي والدول الداعمة لها بحظر بيع النفط الخام في حرب أكتوبر 1973 ما تسبب في تكبيدهم خسائر اقتصادية كبيرة.
إنما الآن… أين تلك المواقف الفاعلة والمؤثرة؟
وما أسباب تفرقنا وتشتتنا؟
هل تفرقنا بسبب الفتن التي تحاك ضد أمتينا العربية والإسلامية؟ أليس ما يجمعنا أكبر من ذلك؟!
نعم يجمعنا الوطن الواحد، اللغة، العادات والتقاليد، الدين فكل ذلك يجمعنا ويلم شملنا، ولكننا ركزنا على ما يشتتنا، وتجاهلنا ما يجمعنا، ونشاهد بين الحين والآخر يفرحون بقتل إخوانهم المسلمين،
متناسين بأن الصهيوني الذي اغتصب الأرض وأهان كرامة المسلمين في مقدساتهم، يقتلون الأطفال والنساء والشيبة… لا يعتبرونهم بشراً، فلا يعترفون بالمواثيق التي تتم مع المسلمين حتى قيام الساعة،
﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾
كان هدف الصهاينة في هجومها النتن على غزة تحقيق الأهداف التي أعلنتها:
1 – الاستحواذ على غزة.
2 – اعتقال القيادات الفلسطينية.
3 – فتح الممر من رفح إلى البحر المتوسط لإنشاء قناة بن غوريون.
4 – تحرير الأسرى.
وبعد مرور سنة ميلادية لم يتمكن من تحقيق تلك الأهداف على أرض الواقع.
تحية للشعب الفلسطيني المقاوم لهذا الكيان السرطاني.
{ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}
ولن ننسى موقف الجمهورية اللبنانية المشرف حيث إنها كانت أول دولة على مستوى العالم رفضت واستنكرت ودانت الاحتلال العراقي للكويت 1990 دون تردد ودون انتظار المقابل.
والكويت تستنكر وتدين الهجمات الصهيونية على لبنان، ونقول للشعب اللبناني لن تثنيكم هذه المجازر ولن تهزمكم آلة الحرب مهما تعاظمت.
ندعو المولى عز وجل لكم بالثبات والنصر، وأن يحفظ لبنان وأهله من كل سوء، وأن يتغمد شهداءكم برحمته الواسعة، ويلهمكم الصبر والسلوان، والنصر حليفكم بإذن المولى عز وجل.
اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.