هاريس تُراهن على استعداد الأميركيين لانتخاب أول رئيسة سوداء


تراهن نائبة الرئيس كامالا هاريس، على استعداد الولايات المتحدة لانتخاب أول رئيسة سوداء، وهي تتحضر لتسميتها رسمياً مرشحة الحزب الديمقراطي خلال مؤتمره العام في شيكاغو، الذي ينطلق اليوم.

قالت هاريس (59 عاما) عندما ترشحت في الانتخابات التمهيدية للحزب عام 2019 ضد جو بايدن «طوال مسيرتي المهنية، سمعت الناس يقولون عندما أترشح… إن الناس ليسوا مستعدين، لم يحن وقتك، لم يسبق لأحد مثلك أن فعل ذلك».

وأضافت «لم أعِر ذلك أهمية، وأقترح ألا يستمع أحد لهذا النوع من المحادثات».

لم يقدّر لهاريس يومها أن تخوض حملة رئاسية، اذ خرجت من سباق الانتخابات التمهيدية قبل أن يختارها بايدن نائبة له.

وفي حال تمكنت هاريس، المولودة لأم هندية وأب جامايكي، من هزيمة ترامب في نوفمبر، ستصبح أول امرأة وثاني شخص أسود يتولى مقاليد الحكم في البيت الأبيض بعد باراك أوباما.

وترى سونيا جيبسون رانكين، وهي استاذة القانون بجامعة نيومكسيكو، انه «بينما أصبحت القيادة النسائية – سواء كرئيسات أو ملكات أو رئيسات وزراء أو رئيسات دول – هي القاعدة في العديد من أجزاء العالم، بما في ذلك أوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية والدول الأفريقية، فإن الولايات المتحدة لم تشهد هذه اللحظة بعد».

ولفتت الى أن الديمقراطية هيلاري كلينتون، ورغم خسارتها المجمع الانتخابي وبالتالي الرئاسة أمام ترامب في العام 2016، كانت الفائزة بالتصويت الشعبي.

تمييز إستراتيجي

وتقول ريجينا باتيسون، أستاذة العلوم السياسية في جامعة كولورادو بولدر، إن «المشكلة في الغالب لا تكمن في أن الناخبين منحازون بالفعل (..) بل تكمن في خشية المطلعين على الحزب والمندوبين والمانحين السياسيين من تحيز الناخبين».

قد يؤدي ذلك إلى حجب الدعم عن مرشحة من أصول عرقية غير بيضاء، في ظاهرة تسميها باتيسون «التمييز الاستراتيجي»، وتتجلى عادة خلال الانتخابات التمهيدية عندما يتعين على المرشح أن يثبت قدرته على حشد العديد من مجموعات الناخبين.

وباتت هاريس مرشحة الديمقراطيين بعد انسحاب بايدن (81 عاماً) من السباق، ما جنّبه «عملية محاولة إقناع الناس بأنها قابلة للانتخاب» خلال الانتخابات التمهيدية، بحسب باتيسون.

واختارت حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، نائباً لها، وهو رجل أبيض في الستين من العمر. وتأمل هاريس الآن في كسب ثقة جميع الأميركيين، بغض النظر عن العرق أو النوع الاجتماعي.

خلفية عرقية

في المقابل، لم ينتظر ترامب طويلاً لمهاجمة هاريس على أساس خلفيتها العرقية. وقال إنها «أصبحت سوداء» أخيراً بهدف حشد الدعم الانتخابي.

ولطالما تحدثت هاريس عن أصولها الآسيوية والسوداء بفخر. وانتقدت ترامب لـ«بث الفرقة وعدم الاحترام».

وفي حين أظهرت نتائج استطلاع أجري أخيراً تحقيق نائبة الرئيس تقدماً كبيراً، ألقى ترامب في بنسلفانيا، السبت، باللوم على هاريس لإطلاقها العنان لما قال إنه تضخم «مدمر» – وهو واحد من أكبر القضايا في الحملة الانتخابية.

وسرعان ما سخر من ضحكتها، ووصفها بأنها «شيوعية» و«مجنونة». كما انتقد صورة لهاريس على غلاف مجلة «التايم»، وأصر على أنه «يبدو أفضل منها بكثير».

ويواجه الجمهوري صعوبة في إيجاد سبيل لكبح صعود هاريس، ومن المرجّح أن يثير الاستطلاع الجديد مزيداً من القلق لدى فريق حملته، مع تقدّم نائبة الرئيس في أريزونا وكارولينا الشمالية، وتقليصها الفارق في نيفادا وجورجيا.

وتركز بيانات حملة ترامب على مسائل على غرار الهجرة والتضخّم، لكن المرشّح يخصّص حيزاً كبيراً في خطاباته لتوجيه انتقادات شخصية لهاريس، ويخوض معركة المناخ بترديد معلومات مضللة وميمات واردة على «اكس»، بهدف إحراج نائبة الرئيس، وهو أمر قد لا يستسيغه الناخبون من المستقلين أو ممن لم يحسموا خيارهم بعد في الاستحقاق المقرر في الخامس من نوفمبر.

وبينما تظهر استطلاعات الرأي احتدام المنافسة، فإن الولايات المتأرجحة خصوصاً بنسلفانيا، هي التي ستحسم النتيجة وفق نظام المجمع الانتخابي. وقد خسر ترامب الولاية بفارق ضئيل أمام بايدن في 2020، لكنه يتمتع بدعم قوي في المناطق الريفية والبلدات الصغيرة.





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *