الحمد لله على ما منّ الله به من أمطار خير وبركة على البلاد والعباد، لفت انتباهي أن البعض للأسف ينتقد البنية التحتية وغيرها بسبب مياه الأمطار في بعض الشوارع، وينسون أن في كل بلدان العالم تكون هناك كوارث طبيعية بسبب الأمطار والسيول والزلازل وغيرها، وهذا شيء طبيعي يحدث في كل دول العالم، خاصة أن المطر في منطقة الخليج يكون بغزارة مع صواعق رعدية شديدة، فسبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته.
ولكن البعض بدل أن يشكروا نعمة الله عليهم بمثل هذا الغيث، نراهم يتنمرون وينتقدون كل عمل قامت به الجهات المختصة طوال العام، لم يسأل المنتقد نفسه أنه طوال العام ولله الحمد يمشي على طرق واسعة وصيانة منتظمة للطرق وتوسعتها وإصلاحها في حال تطلب الأمر ذلك، ويتذكر تلك الصورة الجميلة التي رسموها على الشوارع، والمجهود الكبير الذي ما زالت الجهات المختصة وغيرها يقومون بعملها وإتمامها على أكمل وجه، أما البعض الذي يصفها بصفات لا تليق وهو جالس في منزله معززاً مكرماً ويتحدث بكلام قاسٍ ربما كان حريصاً وله عذره، لكن تلك النبرة فيها من القسوة والانفعال ما لا يستحق كل ذلك.
أيها المنتقد هل تعيش منعزلاً عن الواقع أو تعيش في خيالك وتصورك حيث تتوقع لا أخطاء ولا كوارث ولا أمطار رعدية شديدة فيه؟، قبل أن تنتقد شيئاً لمجرد الانتقاد انظر إلى الإيجابيات طوال العام وقيّمها بإنصاف، ذلك المجهود الذي يُبذل والعمل الذي يقدّم لا تتجاهله، لا ينبغي للمرء أن يكون قاسياً على ما ليس له به علم، الكوارث الطبيعية والأمطار الرعدية الشديدة وغيرها تحدث وهي قدر مقدّر لا مسؤول ولا جهة تعلم الغيب ولا أحد يلام عليه، يقول الله عز وجل:(قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِى ٱلسَّماواتِ وَٱلْأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلَّا ٱللَّهُ)، قاموا بعملهم ولا يزالون يقدمون الأفضل.
أما الجانب الآخر هل سألت أو تحدّثت أيها المنتقد عن الإيجابيات أو تتعمد غض الطرف عنها؟، يوجد للأسف من يتصّيد الأخطاء وينقّب عن العيوب لا تمرّ من أمامهم هفوة أو عثرة إلا عظّموها، يتصيدون الأخطاء ويتجاهلون الصواب، لكن ولله الحمد الإيجابيات كبيرة حيث لا إصابات بشرية خطيرة، ويوجد خط استجابة للطوارئ يعمل على مدار الساعة، أرصاد قطر تنشر باستمرار التوقعات والتحذيرات والأحوال الجوية ووسائل الإعلام في قنوات التواصل الاجتماعي تنشر التوعية بشكل مستمر وجميع الجهات الحكومية تعمل وتنشر باستمرار طرق الوقاية والتوعية والتحديثات المستمرة من أجل سلامة الجميع أولاً بأول، أليس كل هذه النعم تستحق الشكر؟!.
رسالتي إلى كل من ينتقد بقسوة ربما بحب أو تعمّد، لا تحاولوا تسويق الانتقاد بطريقة مظلمة تركز على السلبيات القليلة وتتجاهل الإيجابيات العظيمة المنيرة، والتمسوا من كل شيء أحسنه أحسن القول وأحسن الفعل وأحسن النصيحة، وانظروا للإيجابيات والرخاء والنعم والخدمات المقدّمة العظيمة بنظرة الشاكر المقدّر لها، فالنعم تدوم بالشكر ونسأل الله أن يديم النعم، وليكن المرء شاكراً ومقدراً لكل عمل وجهد يُبذل من أجله، فلنكن أكثر وعياً وعوناً، ونراعي الله في أقوالنا وأفعالنا وحتى نُصحنا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”، وتعني: أن من كان من طبيعته وخُلقه عدم شكر الناس على معروفهم وإحسانهم إليه فإنه لا يشكر الله، لسوء تصرفه فإنه يغلب عليه في مثل هذه الحال ألا يشكر الله.
شكراً لكل الجهات، بذلوا المجهود ويقدمون كل ما يستطيعون على مدار الساعة، وأسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء ويعينهم على كل عمل يقدمونه من أجل راحة واستقرار وأمن وسلامة الجميع.