أكد وزير الخارجية الإيراني الجديد عباس عراقجي خلال اتصالات مع مسؤولين غربيين الجمعة، حق بلاده «القطعي» بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، وهي عملية نسبتها للاحتلال.
وتواصل عراقجي هاتفياً مع كل من وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ونظيره البريطاني ديفيد لامي، وذلك بعد ساعات من تواصله مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، وفق الخارجية الإيرانية.
وكثّفت دول غربية في الآونة الأخيرة تحذير إيران وحلفائها من مغبة التصعيد بعدما توعدت الجمهورية الإسلامية بالرد على اغتيال هنية، وتوعّد حليفها حزب الله اللبناني بالرد على اغتيال القيادي العسكري البارز فؤاد شكر بضربة إسرائيلية قرب بيروت، وذلك في خضم الحرب المتواصلة منذ عشرة أشهر بين الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.
وأبلغ عراقجي لامي خلال الاتصال بأن طهران «لا تريد توسيع الحرب وزيادة التوتر في المنطقة، لكنها لن تتراجع عن حقها القطعي في الرد على العمل الإجرامي والإرهابي الصهيوني في طهران»، وفق بيان الخارجية الإيرانية.
وكتب لامي في منشور على «إكس» أنه أكد لعراقجي أن «علينا تجنب أي تصعيد في الشرق الأوسط»، موضحاً «التوصل لاتفاق هدنة وإيصال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة وضمان إطلاق سراح الرهائن أمر حيوي للاستقرار الإقليمي».
الى ذلك، أكد عراقجي لسيجورنيه أن «العمل الإجرامي الذي قام به كيان الاحتلال الصهيوني باغتيال» هنية يعدّ «انتهاكا لا يغتفر لأمن إيران وسيادتها»، ويحق لها «معاقبة المعتدي».
من جهته، حضّ سيجورنيه طهران على «بذل كل ما في وسعها لتجنب اندلاع حرب إقليمية… لن تكون في مصلحة أحد»، وفق بيان للخارجية الفرنسية.
وأشار البيان الى أن الوزير الفرنسي شدّد على ضرورة أن تحثّ طهران الفصائل المدعومة منها في المنطقة على «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس»، في إشارة الى حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن وفصائل فلسطينية مسلحة.
وكان عراقجي دعا إلى الحوار مع الاتحاد الاوروبي من أجل حل قضايا ثنائية وذلك عقب اتصال هاتفي مع مسؤول السياسة الخارجية في التكتل.
وأورد بيان للخارجية الإيرانية ليل الخميس ان طهران «ترحب بتنمية العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في بيئة قائمة على الاحترام المتبادل».
تدهورت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإيران في السنوات الأخيرة. ويتهم التكتل القاري طهران بعدم كبح نشاطها النووي وتقديم الدعم لحماس ودعم حرب روسيا في أوكرانيا وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وشدد عراقجي على أن تنمية العلاقات «تتطلب حوارا لحل قضايا بين الطرفين وتصحيح السياسات الخاطئة للدول الأوروبية».
من جانبه قال بوريل على منصة «إكس» إنه ناقش مع نظيره «آفاق تجديد التواصل حول جميع الملفات ذات الاهتمام المشترك».
وأوضح أن المحادثات تناولت «ضرورة خفض التصعيد وضبط النفس» إضافة إلى «وقف التعاون العسكري» مع روسيا ضد أوكرانيا ومنع الانتشار النووي.
وقال بوريل إن مثل هذا «الحوار البناء… ضروري لنزع فتيل التوترات الإقليمية».
وعُرف عراقجي بانفتاحه على الغرب، ودوره المحوري في المباحثات التي أدت الى إبرام الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني عام 2015.
وباتت مفاعيل الاتفاق الذي أتاح تقييد أنشطة طهران النووية مقابل رفع عقوبات اقتصادية عنها، في حكم اللاغية بعد انسحاب الولايات المتحدة أحادياً منه عام 2018 في عهد دونالد ترامب، وإعادتها فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.