تحذير خليجي – روسي من زعزعة الاستقرار وتهديد الأمن الإقليمي


– لافروف: الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية كبرى

– الحوار الإستراتيجي تناول تعزيز التعاون الاقتصادي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة الدولية

أكدت دول مجلس التعاون الخليجي، أنها تولي تعاونها مع روسيا «أهمية قصوى»، في ضوء ما يربطها معها من «علاقات تاريخية وإستراتيجية مهمة»، واعتبرت من ناحية ثانية، أن «إنهاء الحرب على قطاع غزة يعد الخطوة الأساسية نحو تهدئة التوترات المتصاعدة في المنطقة والتمهيد لتحقيق سلام إقليمي دائم»، في حين رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الشرق الأوسط «أصبح على شفا حرب إقليمية كبرى، إذا لم تتم تسوية ملفاته جميعاً».

وخلال الاجتماع الوزاري المشترك السابع للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا، أمس، في الرياض، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن التعاون المشترك بين الدول الخليجية وروسيا «أسهم في تطوير العلاقات وتنسيق المواقف تجاه القضايا المشتركة»، منوّهاً باستمرار الحوار الإستراتيجي والتنسيق تجاه المواقف المختلفة وتحقيق التعاون الإستراتيجي.

وأشاد الوزير القطري بالجهود الروسية في وقف النار.

وقال «نعوّل على الشركاء الإقليميين والدوليين لممارسة كل أشكال الضغط اللازم لفرض وقف إطلاق النار والشروع فوراً في عملية سياسية شاملة تؤدي إلى حل عادل وشامل ومستدام للقضية الفلسطينية.

وأعرب عن رفض الدوحة لأي محاولة للتغيير الديموغرافي أو الإقليمي في قطاع غزة.

كما كشف محمد بن عبدالرحمن، عن ازدياد حجم التصعيدات الأخيرة في المنطقة وتحولها إلى ساحة إقليمية مليئة بالاشتباكات والعنف غير المبرر مع تفاقم حجم المعاناة التي يمر بها الشعب الفلسطيني الذي يتزامن مع استمرار التصعيد العسكري في البحر الأحمر والمنطقة برمتها ما ينذر بمزيد من زعزعة الاستقرار وتهديد الأمن الإقليمي.

البديوي

من جانبه، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون جاسم البديوي، عن الأسف أن «يشوب عالمنا اليوم العديد من الصراعات والأزمات بما يؤثر جدّياً على أمنه واستقراره».

وقال إن «دول مجلس التعاون تبذل أقصى الجهود الممكنة للإسهام في حل النزاعات وتسوية الخلافات من خلال الحوار والمفاوضات والوسائل السلمية والدبلوماسية».

وأكد البديوي أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين وجرائم الحرب «تناقض كل القيم الإنسانية وتتعارض مع كل المواثيق الدولية والإنسانية والقرارات الأممية، وهو ما يؤكد فشل المجتمع الدولي في إيجاد الحل الشامل والنهائي لهذه القضية المأسوية حتى هذه اللحظة».

شفا حرب

وفي كلمته أمام الاجتماع الوزاري، قال لافروف إن «الشرق الأوسط أصبح على شفا حرب إقليمية كبرى، وروسيا تعمل مع جميع الأطراف للحيلولة دون ذلك».

وأضاف أن «عدم قدرة المجتمع الدولي على وقف القتال في قطاع غزة، ووقف القتل الجماعي للسكان أدى إلى تدهور حاد في الوضع السياسي والعسكري في كل أنحاء المنطقة: من حدود لبنان وإسرائيل إلى البحر الأحمر».

وأشار إلى أن «المواجهة وصلت إلى مستوى خطير جديد بين إسرائيل ولبنان، ليصبح الشرق الأوسط مرة أخرى على شفا حرب إقليمية كبرى، ومن مسؤوليتنا المشتركة منع حدوث ذلك».

وتابع أن المجتمع الدولي «فشل في وقف العدوان والقتل الجماعي في غزة»، مُشدداً على أن العنف الحالي ضد الفلسطينيين «غير مسبوق، ولم تشهده أي من الحروب العربية الإسرائيلية»، ومؤكداً أن السلام «مستحيل من دون حل القضية الفلسطينية».

وشدد لافروف أيضاً، على أن تعاون روسيا مع مجلس التعاون يعد من أولويات سياسة موسكو الخارجية.

وتم خلال الاجتماع الوزاري استعراض العلاقات الخليجية – الروسية وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة مستجدات الأزمة الروسية – الأوكرانية، والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة سياسياً، ودعم كل الجهود التي تحقق الأمن والسلم الدوليين.

كما تطرق الاجتماع إلى تكثيف التنسيق المشترك في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، والعمل متعدد الطرف، إضافة إلى بحث تعزيز التعاون الاقتصادي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة الدولية.

«مجلس التعاون» لعقد مؤتمر دولي من أجل السلام

دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات «جادة وحازمة لتوفير حماية للمدنيين في قطاع غزة».

وأصدر المجلس بياناً، طالب فيه أيضاً بمساندة مساعي السلطة الفلسطينية «نحو اعتراف مزيد من الدول، وعقد مؤتمر دولي من أجل السلام الشامل القائم على حل الدولتين».

وأضاف أن «جرائم الحرب التي ترتكبها القوات الإسرائيلية تناقض كل القيم الإنسانية وكل المواثيق، بما في ذلك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقرارات الأممية ذات الصلة».

وشدد على أن ما يحدث «يؤكد مع شديد الأسف فشل المجتمع الدولي في إيجاد الحل الشامل والنهائي والدائم لهذه القضية المأسوية حتى هذه اللحظة».

حوار إستراتيجي أول بين «الخليجي» والهند

يعكس انعقاد الاجتماع الوزاري الأول للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون الخليجي والهند «الرغبة الصادقة والمشتركة في تعزيز العلاقات»، بحسب الأمين العام للمجلس جاسم البديوي، الذي أكد ان العلاقات «تاريخية وعريقة».

وذكر أن التحديات السياسية والأمنية التي يواجهها العالم مثل الإرهاب والتطرف والنزاعات الإقليمية والأزمات الإنسانية تتطلب مزيداً من التعاون والتنسيق.

من جهته، أكد وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكر أن العلاقات متجذرة في مختلف المجالات ونعمل على خلق شراكة جديدة في مجالات متعددة.

وأشار إلى وجود 9 ملايين هندي يعملون في المنطقة يساهمون في التطور الاقتصادي في دول الخليج.

العلاقات مع البرازيل

أعلن مجلس التعاون الخليجي، أن العلاقات مع البرازيل «تاريخية وعريقة وتقوم على أُسس من الثقة المتبادلة والتعاون المثمر».

وقال الأمين العام جاسم البديوي خلال الاجتماع الوزاري المشترك إن الحوار الاستراتيجي يُشكّل نقلة نوعية للعلاقات، ولذلك تم إعداد مذكرة تفاهم بشأن إجراء المشاورات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك والعمل على مشروع خطة العمل للفترة (2024 – 2028).

وأكد وزير الخارجية البرازيلي ماور فييرا أهمية الحوار لتعزيز العلاقات، ما يُسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون مع «الخليجي».





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *