المحامي/يوسف الياسين
رجالات ونساء الكويت … مناقب ومآثر
أطلقت اللجنة المنظمة العليا للمؤتمر الوطني “من الكويت نبدأ…وإلى الكويت ننتهي“ فعاليات دورته الحادية والعشرون للعام الحالي والذي سيعقد يوم 18 من الشهر الجاري بمسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي بجانب المسجد الكبير، وبهذه المناسبة كشف رئيس لجنة الإشراف العليا للمؤتمر المحامي / يوسف عبدالعزيز الياسين عن شعار الحملة الإعلامية والمؤتمر الوطني الحادي والعشرون ، مؤكداً أنهما مستمدان من مقولة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله ورعاه – “أدعوكم أن تكون فزعتكم جميعاً للكويت وأن يكون الولاء لها أولاً وأخيراً”.
ومسترشداً بمقولة سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله – والتي اعتبرها استشرافاً ونهجاً وطنياً عندما قالسموه “شعب الكويت الوفي أنتم لا غيركم بوحدتكم الوثقى وبروحكم العالية السلاح الأقوى للحفاظ على وطننا العزيز، فالوحدة الوطنية سياج يحمي الكويت والكويتيين وحصن لمجابهة الشدائد ومواجهة التحديات.
وأكد المحامي يوسف عبد العزيز الياسين: بعد اجتماعات متواصلة ومكثفة للجنة العليا ارتأت انتقاء نخبة من أبناء هذا الوطن الأبرار غرسوا فحصدوا وزرعوا فقطفنا وكانت لهم أياد بيضاء على صفحة وطننا الحبيب الكويت.
وأوضح المحامي / يوسف الياسين جانباً من السير الذاتية العطرة لمناقب ومآثر المكرمين في المؤتمر طيب الله ثراهم، والمكان لا يتسع لمآثرهم ومناقبهم وسجلاتهم الحافلة بعطاءات وطنية ملأت كافة الأرجاء وفيما يلي مختصرات من سيرهم العطرة: –
من مواليد حي القبلة عام 1913 تلقى تعليمه في عدة مدارس أهلية، عمل في شبابه في صيد السمك والغوص على اللؤلؤ لعدة سنوات ثم ركب البحر كبحار في بوم دسمان وعندما تمرس في شئون البحر أصبح سكوني وهو الذي يتولى قيادة سكان السفينة ثم أصبح معلماً وهو الذي يقوم بمساعدة النوخذة بالإضافة إلى استخدام الديرة وهي البوصلة البحرية وأيضاً الكمال وهو ما يعرف بالوقت الحاضر بجهاز السكستان ويستخدم وقت الزوال لمعرفة خط السير والمسافات والطول والعرض وقد عمل معلما لدى النوخذة يوسف عبدالوهاب القطامي في بوم سفار يلقب الغزال لمدة سنتين ثم عمل لدى النوخذة عبدالحميد العبدالجادرفي بوم سفار يلقب باسم (اموافج) لمدة سنتين أيضاُ، وبعد التمرس والخبرة الطويلة في شئون وعلوم البحر وارتياد كافة الموانئ الهند وموانئ شرق أفريقيا بكل سهولة ويسر أصبح نوخذة عن جدارة وتنوخذ في بوم (اموافج) وفي عام 1948 تنوخذ في بوم (عادل) واستمر حتى عام 1953 ثم سافر إلى الهند للعمل بالتجارة على حساب الحمد لمدة سنة، وكان النوخذة له عطاء وتفاني في مجال الخدمة العامة فانتخب لمدة اثنتى عشر عام كعضو ونائب رئيس في جمعية الشامية والشويخ التعاونية بالإضافة إلى رئاسته لمجلس المنطقة لعدة سنوات.
ولدت في بيت علم حيث كان والدها عبد الوهاب رحمة الله إمام ومؤذن مسجد وجدها المطوع محمد السنان رحمه الله امام ويعقد النكاح، فكانت امتدادا لهذه الاخلاق الاسرية الحميدة، وبرز دورها الكبير بعد وفاة زوجها أحمد عبد اللطيف السنان في العام 1967م وترك لها 7 من الأبناء والبنات كانت لهم كل شي في هذه الحياة الام والأب والمعلمة والكافلة لهم واجهت كل مصاعب الحياة لتربي أبنائها على القيم الإسلامية الفاضلة وكانت تقوم بأعمال البر والإحسان تنفق بسخاء (جمعيات خيرية – بناء مساجد وغيرها)، ومن مناقبها الخيرية والدعوية فقد كانت رحمها الله أول من أنشأت ديوانية (جزء من بيتها وعلى نفقتها) خاصة للنساء في منطقة القادسية في بداية الثمانينات (يوم الأحد من كل أسبوع) تستضيف فيها النساء من كل أطياف المجتمع وتحث النساء وطالبات العلم على الحضور وتوعيتهم بأمور دينهم وغيرها، وكانت لها ميزة خاصة في إفطار المتطوعين صباح كل عيد (الفطر والأضحى) من تجهيز الإفطار للمصلين كما تحرص على احضار النساء للفطور في المناسبات (يوم عاشوراء ويوم عرفة وفي العشر الاواخر من رمضان وعشر ذو الحجة)، وكانت واصلة للرحم ولا تبخل على غيرها بجدها فتخدم الكبير والصغير القريب والغريب وكانت -رحمها الله- كثيرا ما تفرج الكرب عن غيرها. كانت تملك قلبا حنونا رقيقا خاشعا وعينا باكية ولسانا ذاكرا، كانت متسامحة هادئة لم تحمل بغضاً ولا كراهية لأحد.
بدأ رحلته في العمل باكراً فعمل في محل والده ببيع الأقمشة، تعلم اللغة الإنجليزية صغيراً ثم في الرابعة عشر من عمره عمل في وزارة المواصلات بنظام الورديات في شركة السلكي واللاسلكي بطباعة واستقبال البرقيات باستخدام المورس وبعد أن تخرج من المرحلة المتوسطة التحق بدورة مسائية تأهيلية للدراسة بالخارج في الكلية التجارية (المعهد الديني) لتعلم كتابة الرسائل والبرقيات لإدارة البرق والبريد والهاتف فكان متدرب وموظف ومدرب في ذات الوقت، حصل على بعثة دراسية لدراسة الاتصالات السلكية واللاسلكية في القاهرة للحصول على الدبلوم وبعدها التحق بدورة تخصصية عملية، وبعد عودته وعمله في وزارة المواصلات أصر على إكمال دراسته الثانوية فالتحق بالدراسة المسائية حتى حصل على الشهادة ثم حصل على إجازة من العمل لدراسة الاقتصاد والعلوم السياسية حتى حصل على البكالوريوس من جامعة القاهرة، كان له دور بارز بالتواصل مع الأهل والأصدقاء وأبناء الكويت أثناء الغزو العراقي الغاشم عن طريق أجهزة اللاسلكي وبالتعاون مع أصدقاءه من هواة اللاسلكي في مختلف أنحاء العالم وكان على اتصال مع الحكومة وبعض سفارات دولة الكويت في تلك الفترة، وبعد التحرير لم يكن بالكويت أية وسيلة اتصالات وكان منزله مفتوح لمراسلي الصحف الأجنبية ووكالات الأنباء العالمية للاتصال عبر أجهزة اللاسلكي بالتعاون مع رجال وشباب العائلة، كان عضو فخري في الجمعية الكويتية لهواة اللاسلكي، له فيلم وثائقي بعنوان (last voice from Kuwait) من انتاج الولايات المتحدة الأمريكية عام 1990.
بدأت صلتها بالعمل الخيري الاجتماعي حين ذهبت في رحلة أسرية إلى القاهرة والتقت برئيسة جمعية النور والأمل، وطلبت منها أن تتعرف على أهداف الجمعية ورسالتها، وعرفت أن هذا هو طريقها وتطوعت بالمشاركة المادية والمعنوية لصالح أطفال الجمعية، وتكرر المشهد حين زارت الأردن والتقت برئيسة جمعية الأمومة والطفولة السيدة / هند الحسيني، ووقفت على مشروعات الجمعية وأهدافها النبيلة، فدعتها للكويت وأقامت لها سوقاً خيرياً جمعت فيه مبلغاً كبيراً لمساعدة الجمعية وقدمت دعمها الخاص، بدأت صلتها بالأطفال المعاقين في الكويت عام 1968 حين شاركت بمبلغ من المال ورأت منيرة القطامي أن يوجه المبلغ لصالح فكرة أفضل، تتلخص في مشاركة أهل الخير في تأسيس جمعية خيرية لإيواء الأطفال المعاقين وعلاجهم من إعاقتهم، وشاركتها الفكرة السيدة / منيرة المطوع، حتى يجد الطفل المعاق رعاية طبية واجتماعية لا تستطيع الاسرة توفيرها، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس الجمعية الكويتية لرعاية المعوقين عام 1971، ساهمت في بناء مبنى داخل قرية حنان بجنوب السودان، شاركت في مشروع كافل اليتيم الذي أقامه بيت الزكاة في لبنان وباكستان والهند بكفالة عدد كبير من اليتامى، أقامت لوالدتها مسجداً في نيروبي عاصمة كينيا، ثم مسجداً لها في البحرين وثالث في طولكرم ورابع في صباح السالم، كرمتها لجنة التعريف بالإسلام لجهودها، كما تم تكريمها على مستوى دولة الكويت وكانت أول سيدة تكرمها الدولة لأعمالها الخيرية.
حصلت على ليسانس تاريخ جامعة القاهرة ودبلوم علوم ومكتبات كلية التربية جامعة الكويت، كانت أمينة مكتبة الدسمة العامة وهي أول مكتبة أنشئت خاصة بالنساء في الشرق الأوسط والعالم، انخرطت في العمل التطوعي في قضية المرأة والأسرة ونظمت العديد من المؤتمرات المحلية والدولية وشاركت في تمثيل الكويت ثقافياً في أكثر من محفل وساهمت في تدريب وتأهيل الكثير من الكوادر الوطنية سواء في مجال تخصصها أو الحياة الاجتماعية العامة وشاركت في إعداد الكثير من الدراسات والبحوث، عملت في المقاومة وفي بداية الغزو اتصل الغزاة على منزلها وطلوبها بالاسم وردت عليهم وقالت عزيزة سافرت وأصدرت وثيقة مزورة للتنقل، شاركت في الإعداد للمسيرة الأولى للنساء للتنديد بالغزاة حتى يراهم العالم عبر وسائل الإعلام ولكن جنود الاحتلال خرجوا عليهم بطلقات الرصاص واستقرت رصاصة في قلب فتاة كويتية (سناء الفودري)، كانت لها أيضاً دور في برامج الدفاع المدني والإسعافات الأولية والمساعدة في توزيع الأغذية من المخازن وكانت تشتري المواد الغذائية الضرورية لتوزعها على الأهالي، ساهمت في توزيع المنشورات السياسية التي تحمس أهل الكويت، قامت بدور كبير في تبادل المعلومات مع فرق المقاومة داخل الكويت سواء بالتلفون أو الأوراق السرية المهربة وكانت تساعد في نزع لافتات أسماء الشوارع وأرقام المنازل من كل مكان لتضليل الجنود العراقيين، قامت بنقل أرشيف رابطة الاجتماعيين لمنزلها وكانت تقوم بزيارة دورية لمنازل أقاربها ومعارفها وتضيء الأنوار مساءاً وتغلقها صباحاً حتى يعتقد الجنود العراقيين أن المنازل مأهولة ولم يتركها أصحابها فلا يقتحمونها، كذلك قامت بإخفاء أعلام الكويت الغالية وصور الأمير وولي العهد وكم كانت الحاجة لهم ماسة في التحرير.
ولد عام 1937 في الحي الشرقي بمدينة الكويت، درس في المدرسة الشرقية وثانوية المباركية ودار المعلمين في بغداد وجامعة القاهرة، حيث تخرج عام 1962 والتحق بالعمل في وزارة الخارجية بتاريخ 12/3/1962، بدرجة سكرتير ثالث، ثم نقل للعمل في سفارة الكويت في واشنطن بتاريخ 19/4/1962، وتدرج في المناصب في ديوان عام وزارة الخارجية رئيساً لقسم الشؤون الدولية في الإدارة السياسية، ثم نقل إلى سفارة الكويت في بيروت عام 1965 وحتى عام 1967، ثم عاد مرة أخرى الى بيروت عام 1970، عين سفيراً لدى البحرين عام 1973 وحتى عام 1980، ثم سفيراً لدى المملكة المتحدة من عام 1980 حتى عام 1993، وسفيراً (غير مقيم) لدى السويد والدانمارك والنرويج عام 1981، وسفيراً لدى جمهورية الصين الشعبية عام 1993 حتى 1995، ثم مديراً للمراسم عام 1995، ثم سفيراً في إيطاليا عام 1998، حصل على الأوسمة التالية: – وسام الجمهورية اللبنانية بدرجة فارس 1966، وسام الملكة فيكتوريا – المملكة المتحدة 1993، عميد السلكين العربي والأجنبي في البحرين 1973–1980، عميد السلكين العربي والأجنبي في المملكة المتحدة 1980–1993، توفى يوم السبت الموافق 10/12/2022، عن عمر ناهز الـ 85 عاماً، كانت مليئة بالعطاء وطيب العلاقات مع الجميع لما امتاز به الفقيد من أخلاق دمثة.
عمل لفترة بسيطة في شركة نفط الكويت، ثم حصل على شهادة دار المعلمين وقام بالتدريس في مدارس الشرقية والمباركية والصباح، بدأ الكتابة منذ الصغر ونشرت مقالاته وقصصه في الصحف المختلفة المحلية والعربية، فقد كتب في مجلة البعثة وكاظمة والكويت، عمل مترجما في دائرة المعارف (وزارة التربية) ثم سكرتيراً لدائرة المطبوعات والنشر (وزارة الأعلام) وساهم في أنشاء مطبعة الدولة، كان أول من طبع مجموعة قصصية في الكويت (أحلام الشباب) وأول من طبع مجموعة مقالات، حصل على دبلوم الدراسات الأدبية من معهد الآداب التابع لجامعة كامبريدج وفاز بالمسابقة الشعرية التي نظمتها اذاعة البي بي سي البريطانية، عاد الى الكويت بعد استقلالها وإثر أزمة عبدالكريم قاسم أيمانا منه بوجوب المشاركة في الدفاع عن الكويت. وقدّم من إذاعة الكويت أحاديث أدبية أسبوعية كانت نواة لكتابه “دراسـات كويتية”، التحق بالسلك الدبلوماسي حيث عمل ملحقا صحفياً بسفارة الكويت في جمهورية تونس لمدة أربعة عشرة سنة كانت لها الأثر الكبير في حياته الأدبية وساهم ببروز ورفع أسم الكويت، وأصدر ديوانه الشعري الأول “على ضفاف مجردة” والتي تغنى بها عن تونس وجمالها وشعبها ونضالها وقال عنه الاديب الشاعر خالد سعود الزيد (إن تونس ولدته شاعراً)، منحه الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة وسام الجمهورية الثقافي عام 1973، وتم تكريمه مرة أخرى في عام 2016 حيث نال الوسام الوطني للاستحقاق الرئاسي التونسي من الدرجة الأولى من الرئيس التونسي السابق الباجي قايد السبسي، وفي عام 2005 تم تكريمه رسميا وحصل على جائزة الدولة التقديرية.