«العسل»… أول العقبان وصولاً إلى الكويت


راشد الحجي لـ «الراي»:

– وجوده في الكويت مؤشر إيجابي على صحة النظم البيئية

– لا يشكل أي تهديد على الطيور الأخرى ويعزز التوازن البيئي

قال رئيس فريق عدسة البيئة الكويتية راشد الحجي، إن عقاب العسل من أوائل العقبان وصولاً إلى الكويت، ويُعد من الطيور المميزة والنادرة التي تمر خلال مواسم الهجرة، موضحاً أن هذا العقاب شوهد، الثلاثاء الماضي، في أعداد متفرقة شمال البلاد، ويختلف عن أنواع العقبان الأخرى، التي تعتمد على الافتراس ومهاجمة الطيور والحيوانات الصغيرة لتتغذى عليها، بينما عقاب العسل يتخصص في غذاء فريد ونادر وهو يرقات النحل والدبابير وما تحتويه الخلايا من عسل، ولذلك فهو لا يشكل أي تهديد على الطيور الأخرى ولا يدخل في منافسة مباشرة معها.

وأكد الحجي في تصريح خاص لـ «الراي»، أن الشكل الخارجي لعقاب العسل يشبه إلى حد كبير العقبان المفترسة، وهذا يمنحه مظهراً مخيفاً يجعل الطيور الأخرى تهابه وتبتعد عنه رغم أنه لا يهاجمها، وهذه الحيلة الطبيعية تمثل وسيلة دفاعية تحميه من المضايقات.

وبيّن الحجي أن لهذا العقاب أشكالاً وألواناً متعددة باختلاف البيئات التي يمر بها، وهذا التنوع يساعده على التكيف مع الظروف المختلفة أثناء رحلاته الطويلة، مضيفاً أن عقاب العسل يُرصد في الكويت بأعداد متفرقة خلال مواسم الهجرة، حيث يمر بالكويت من خلال مساره الطبيعي، بين مناطق تكاثره في أوروبا وآسيا ومناطق شتائه في أفريقيا. وتُعتبر الكويت محطة عبور رئيسية له خلال هذه الرحلة الطويلة.

وأشار الحجي إلى أن من خصائص هذا الطائر أنه صعب الاصطياد، فالكثير من الصيادين يظنون أنه هدف سهل بسبب حجمه الكبير وشكله البارز، إلا أن الحقيقة أنه طائر ذكي يتميز بالتحليق العالي وقدرة على التخفي ولا يلتفت إلى محاولات استدراجه، ما يجعل وقوعه في شباك الصيادين نادراً للغاية، وهذا ما يزيد من أهميته البيئية باعتباره من الطيور المحمية بشكل طبيعي بسلوكه.

وأوضح الحجي أن عقاب العسل يلعب دوراً مهماً في التوازن البيئي من خلال تقليله لأعداد الدبابير والحشرات عن طريق افتراسه ليرقاتها، كما أن وجوده في الكويت دليل على أن البيئة مازالت تحتفظ بجاذبيتها كمحطة للطيور المهاجرة، وهو مؤشر إيجابي على صحة النظم البيئية.

مسؤولية جماعية… الحفاظ على التنوع البيولوجي

أفاد الحجي بأن مشاهدة عقاب العسل في سماء الكويت مصدر فخر، ورسالة واضحة بأن التنوع البيولوجي ثروة يجب حمايتها، وأن الحفاظ على مسارات الطيور المهاجرة مسؤولية جماعية تقع على عاتق المجتمع بأكمله من أجل ضمان استمرار هذه المشاهد الطبيعية الفريدة للأجيال القادمة.

خصائص فسيولوجية نادرة

أشار الحجي إلى أن عقاب العسل يمتلك خصائص فسيولوجية نادرة تساعده في أسلوب غذائه، فريشه ووجهه محميان بطبقة كثيفة تمنع لسعات النحل والدبابير من إصابته أثناء اقتحامه للخلايا، كما أن فتحتي أنفه صغيرتان ومائلتان إلى الداخل لتقليل دخول الحشرات عند مهاجمته للخلايا.

نظر حاد لرصد خلايا النحل المخفية بين الأشجار

أكد الحجي أن لدى عقاب العسل حاسة بصر قوية جداً تمكّنه من رصد أماكن خلايا النحل حتى لو كانت مخفية بين الأشجار أو تحت الأرض، وهذا يعكس تكيفه البيئي المتقن، كما أن له قدرة عالية على قطع مسافات طويلة في الهجرة بين أوروبا وآسيا حيث يتكاثر، وأفريقيا والشرق الأوسط حيث يقضي الشتاء.





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *