لطالما نُصح عشاق الطبيعة بملء مساحاتهم الداخلية بالنباتات لتعزيز الاسترخاء وتحسين المزاج، لكن بحثاً جديداً يقلب هذه الفكرة رأساً على عقب، محذراً من أن المبالغة في تحويل المنزل إلى «غابة» داخلية قد تأتي بنتائج عكسية وتزيد من مستويات التوتر.
الدراسة، التي قادها باحثون يابانيون، تفحصت الاستجابات النفسية والفسيولوجية للأفراد في بيئات تحتوي على كميات متفاوتة من النباتات.
وجد الفريق أن وجود عدد قليل من النباتات يوفر بالفعل تأثيراً مهدئاً، لكن عبور حد معين يحول الشعور من «الطبيعة المريحة» إلى إحساس بـ«الطبيعة المتوحشة» التي تثير القلق.
ويفسر الباحثون هذه الظاهرة من خلال ما يُعرف بـ«نظرية الاستثارة». ففي حين أن المساحات الخضراء المعتدلة تُعتبر محفزة بشكل إيجابي، فإن الفوضى البصرية الناتجة عن كثافة نباتية عالية قد تثقل على النظام العصبي، ما يجعله في حالة تأهب مستمرة. يشبه الأمر الفرق بين الجلوس في حديقة مهندسة بعناية والتيه في غابة كثيفة حيث تشعر بالضياع.
وتشمل العوامل المساهمة في هذا الإحساس: انسداد الرؤية، والإحساس بتراجع المساحة الشخصية، والقلق من عدم القدرة على العناية بهذا العدد الكبير من النباتات بشكل مناسب.
وخلصت الدراسة إلى أن المفتاح هو الاعتدال والتصميم الواعي. بدلاً من تكديس النباتات عشوائياً، ينصح الخبراء باختيار عدد محدود من النباتات المناسبة للإضاءة الداخلية ووضعها في مواقع إستراتيجية تعزز إحساساً بالاتساع والتنظيم.


