في زمن يُروَّج فيه لفيتامين D باعتباره «الشمس السائلة» لتعزيز المناعة وصحة العظام، رفع جراح قلب هندي راية إنذار حمراء، وهي أن «الجرعات الزائدة قد تتحول إلى سمٍّ يُصلب الشرايين ويُعجِّل بأمراض القلب».
الدكتور أنيل ميشرا، جراح القلب البارز في مستشفى ماكس بمدينة دلهي، روى قصة مريضة في الخمسينيات كانت تتناول 60,000 وحدة دولية يومياً لمدة عامين بناءً على نصيحة غير طبية، وأدى ذلك إلى تراكم الكالسيوم في جدران شرايينها، ما ضيَّق تدفق الدم وتسبب في ألم صدري حاد. وشرح ميشرا أن فيتامين D يزيد امتصاص الكالسيوم، لكن الجرعات العالية منه تحوله إلى «غراء» يلتصق بالشرايين، ما يُسرِّع التصلب العصيدي بنسبة 30 في المئة.
وفي حالة تلك المريضة، استغرق العلاج 18 شهراً لإزالة الترسبات وإعادة تدفق الدم، مع تغيير نمط الحياة وتناول أدوية خفض الكالسيوم.
وأوصى الجراح بجرعة يومية لا تتجاوز 2000 وحدة دولية للبالغين، مع فحص مستوى الفيتامين في الدم كل 6 أشهر، محذراً بشدة من أن المكملات عالية التركيز (50,000 وحدة) التي تُباع من دون وصفة وتحديداً لمن يعانون من أمراض الكلى أو يتناولون أدوية ضغط الدم، مؤكداً أن أفضل مصدر لفيتامين D هو التعرض لأشعة الشمس 15 دقيقة يومياً، مع تناول الأسماك الدهنية والبيض.
كما حذّر ميشرا من الإفراط في المكملات من دون استشارة طبية، خصوصاً مع انتشار الإعلانات المضللة على وسائل التواصل. ونصح بقراءة الملصقات وتجنب الجرعات الأسبوعية العالية، مع التركيز على النظام الغذائي المتوازن.
واختتم بالقول: «الشمس والطعام هما صديقان للقلب، أما المكملات الزائدة فأعداء خفية».