تاريخ يُصنع – الراي


– الرئيس الأميركي وجّه الشكر لمحمد بن زايد وتميم بن حمد ومحمد بن سلمان وأردوغان وعبدالله الثاني

– السيسي زعيم قوي… والولايات المتحدة معه حتى النهاية

– أشكر الرئيس المصري الذي يقود دولة تمتد حضارتها 6 آلاف سنة

– توصلنا لحل لهذه المسألة التي دامت أكثر من 3 آلاف عام

– لن تحدث حرب عالمية ثالثة في الشرق الأوسط

– السيسي يقلد ترامب «قلادة النيل»… ومصر تستضيف مؤتمراً لإعادة الإعمار والتنمية في غزة

كانت مدينة شرم الشيخ، طوال اليوم، محط أنظار العالم، باستضافتها قمة شرم الشيخ للسلام، ولعدد كبير من اللقاءات، وتوقيع اتفاق وقف الحرب في غزة، وعقد قمة سياسية، لبحث الخطوات التالية، من أجل استقرار السلام في المنطقة، ووقف الاعتداءات الدامية، والأعمال الحربية الاستفزازية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، بحضور عدد كبير من قادة الدول العربية والإسلامية والعالم، كان في استقبالهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ليعلنوا توقف الحرب، وانطلاق بداية «عملية هدوء»، ولتكون رسالة سلام من شرم الشيخ إلى غزة، أو كما قال السيسي «تلتقي إرادة الشعوب بعزم قادة العالم من أجل وضع حد للحرب في غزة، حاملين رسالة واحدة إلى الإنسانية: كفى حرباً… ومرحبا بالسلام».

وفي السياق، وقع قادة الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر، وثيقة اتفاق غزة لضمان إنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في القطاع المدمر، والتي تعبر عن السعي إلى رؤية شاملة للسلام والأمن والازدهار المشترك في المنطقة.وقال ترامب، الذي يرأس قمة السلام مع السيسي أثناء التوقيع، إنه بإعلان انتهاء الحرب تم تحقيق «سلام في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى إن المرحلة الثانية من الاتفاق «بدأت بالفعل».

وصرح بأن«قمة شرم الشيخ يوم عظيم للشرق الأوسط… الوثيقة شاملة للغاية، وهي ستوضح القواعد واللوائح».

وأضاف «في نهاية المطاف توصلنا لحل لهذه المسألة التي دامت أكثر من 3 آلاف عام. كانت هذه ربما من أصعب النزاعات في العالم».

وأبرز الرئيس الأميركي أن «الاتفاق هو الأكبر والأهم المتعلق بالشرق الأوسط».

وأوضح «اخترنا مصر لسبب ألا وهو مساعدتكم الكبيرة، أنت (السيسي) قائد رائع… وتقوم بعمل رائع».

وتابع «سمعت لسنوات أن هذا أكبر اتفاق، ولن يتم التوصل إليه أبداً. هذا هو أكبر اتفاق، والأكثر تعقيداً، بالإضافة إلى ذلك، إنه مكان يمكن أن يؤدي إلى مشاكل كبيرة، مثل الحرب العالمية الثالثة. يقولون إن الحرب العالمية الثالثة ستبدأ من الشرق الأوسط… هذا لن يحدث».

وأوضح أن «الوثيقة ستفصل القواعد والنظم وكثير من الأمور الأخرى»، مؤكداً أن هذا الاتفاق «سيصمد… الحرب انتهت والمساعدات تتدفق الآن» إلى القطاع.

وأكد «لا نريد أن نرصد الأموال لأي حمام دماء… فقط إعادة الإعمار ونزح السلاح وتأسيس الشرطة ليكون الشرق الأوسط مكانا آمناً».

وأضاف «كان حلمي أن نجتمع جميعاً… بعضكم سيكون ضمن مجلس السلام… التركيز الآن سينصب على استعادة أسس الحياة الكريمة في غزة وأعلن أنه يود انضمام السيسي لمجلس السلام لإدارة غزة».

ووجه الشكر للسيسي الذي يقود دولة تمتد حضارتها 6 آلاف سنة.

قلادة النيل

من جانبه، أكد الرئيس المصري، الذي أهدى نظيره الأميركي، قلادة النيل، أن الاتفاق «يفتح الباب لعهد جديد من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط»، معرباً عن أمله أن «يغلق هذا الاتفاق صفحة أليمة في تاريخ البشرية».

وقال أمام القمة «ستعمل مصر مع الولايات المتحدة وبالتنسيق مع كل الشركاء خلال الأيام المقبلة على وضع الأسس المشتركة للمضي قدماً في إعادة إعمار القطاع من دون إبطاء».

وأضاف «نعتزم في هذا السياق استضافة مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية».

وفي وقت سابق، أشاد ترامب بالسيسي أثناء ظهور الزعيمين معاً قبيل القمة الدولية، التي عقدت بحضور قادة من أكثر من 20 دولة، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وأكد أن السيسي أدى «دوراً بالغ الأهمية» في المفاوضات التي سبقت إعلان وقف النار، مشيراً إلى أن الدور الذي أدته مصر كان «فعالاً لأن حماس تحترم هذه الدولة وتحترم القيادة المصرية».

وأكد أن السيسي «زعيم قوي، والولايات المتحدة مع الرئيس المصري حتى النهاية»، ووصفه بـ «صديق مقرب»، وأكد دعمه لمصر وقيادتها في إعادة إعمار غزة.

كما أعلن أنه يود انضمام السيسي لمجلس السلام لإدارة غزة

وأكد أن تقدماً كبيراً يحدث في الشرق الأوسط. وأضاف ان «المرحلة الثانية من اتفاق غزة بدأت بالفعل… مراحل خطة غزة متداخلة مع بعضها البعض. سنناقش مع القادة الموجودين بشرم الشيخ إعادة إعمار غزة. وهناك الكثير من العمل لرفع الركام في غزة».

وأوضح أن البحث يجري عن جثامين المحتجزين وبالتعاون مع إسرائيل.

وشكر الرئيس الأميركي، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، «الرجل الرائع والمقدر والصديق الصدوق».

وتقدم بالتعازي للقطريين بعد الحادث الذي أودى بحياة 3 دبلوماسيين.

وتابع «أريد أن أشكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان… علاقتنا جيدة جداً وأريد أن أقول إنه دائماً ما يطلب مني التوسط لديه. وأريد أن أشكر ولي العهد (رئيس الوزراء) السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي خطى بخطوات جبارة. وأريد أن أشكر رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد الذي كان يتعين أن يكون هنا. وأشكر ملك الأردن عبدالله الثاني على جهوده… ويسعدنا تواجد الرئيس الفلسطيني محمود عباس».

من جانبه، قال السيسي خلال الاجتماع بحضور وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف «أنا كنت متأكداً أنك الوحيد القادر على تحقيق هذه الإنجاز»، مضيفاً «انت وحدك القادر على تحقيق السلام في منطقتنا».

وأضاف أن التنسيق مع الولايات المتحدة مستمر، ومستعدون للعمل على ما يلزم من إجراءات لضمان تحقيق هدفي السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأعلن السيسي أنه «تقديراً لجهود الرئيس دونالد ترامب، فإنني أود أن أعلن أمام الحضور الكريم قرار مصر إهداء فخامته قلادة النيل، وهي الأرفع والأعظم شأناً وقدراً بين الأوسمة المصرية، وتمنح لرؤساء الدول ولمن يقدمون خدمات جليلة للإنسانية»، وهو ما لقي ترحيباً من الرئيس الاميركي.

ووصل ترامب، إلى مصر متأخراً ثلاث ساعات عن موعده المعلن، قادماً من إسرائيل بعد زيارة استغرقت أقل من ست ساعات، ألقى خلالها خطابا أمام الكنيست، متحدثاً عن نهاية «الكابوس المؤلم» للإسرائيليين والفلسطينيين.

«كفى حرباً… ومرحباً بالسلام»

كتب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في تدوينة على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي «أرحبُ بفخامة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبضيوفنا الكرام المشاركين في قمة شرم الشيخ للسلام، ومن مدينة شرم الشيخ، حيث تلتقي إرادة الشعوب بعزم قادة العالم من أجل وضع حدّ للحرب في غزة، حاملين رسالة واحدة إلى الإنسانية: كفى حرباً… ومرحباً بالسلام».

نتنياهو «خارج» القمة

ما بين إعلان واضح من البداية، أن لا تمثيل إسرائيلياً كبيراً في توقيع الاتفاق ولا في حضور القمة، إلى الإعلان «فجأة»، عن حضور بنيامين نتنياهو إلى شرم الشيخ، حسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الجدل، بأن نتنياهو لن يحضر.

وأفاد في بيان «لقد دُعيَ رئيس الوزراء نتنياهو من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحضور مؤتمر في مصر… شكر رئيس الوزراء الرئيس ترامب على الدعوة، لكنه قال إنه لن يتمكن من الحضور بسبب تزامن الموعد مع بدء عطلة سِمحات توراه التي تبدأ مساء الاثنين وتستمر حتى غروب الشمس الثلاثاء».

وكانت الرئاسة المصرية، ذكرت في بيان، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، تلقى اتصالاً هاتفياً من ترامب، أثناء تواجده في اسرائيل، بصحبة نتنياهو الذي تحدث أيضاً مع السيسي، وتم الاتفاق على حضوره قمة السلام.

وبعد نحو 30 دقيقة، عادت الرئاسة المصرية، لتعلن مُجدداً، أن نتنياهو لن يشارك، بسبب الأعياد الدينية.

وأفاد مصدر دبلوماسي «فرانس برس» بأن تركيا بدعم من العراق، مارست ضغوطاً لمنع نتنياهو من المشاركة في القمة.

المشاركاتأعلنت الرئاسة المصرية، أن المشاركات في قمة السلام، عكست تنوعاً كبيراً لمستوى التمثيل فيها، «ما بين ملوك، رؤساء، أمراء، نواب رؤساء، رؤساء وزراء، وزراء خارجية، مبعوثين وسفراء ومستشارين»، إضافة إلى قادة مؤسسات عربية وأممية.

كما شارك رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو.

تغطية واسعة

حظيت قمة سلام شرم الشيخ، بتغطية إعلامية دولية ومحلية واسعة، حيث قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، إنه تم تسجيل مشاركة 232 صحافياً ومراسلاً، من بينهم 173 من المعتمدين المقيمين في مصر، و59 يمثلون 88 من كبريات وسائل الإعلام الدولية، وبينها 18 وكالة أنباء، 36 شبكة تلفزيون و18 صحيفة.

مدينة السلام

شهدت مدينة شرم الشيخ، الكثير من الفعاليات والقمم، من بينها توقيع مذكرة شرم الشيخ 1999، قمة إنهاء الانتفاضة الثانية2000- 2005، لقاء تثبيت وقف النار 2021، مباحثات شرم الشيخ 2023 ومفاوضات شرم الشيخ 2025.

مساعدات إنسانية

قالت وزيرة التضامن الاجتماعي ونائب رئيس الهلال الأحمر المصري مايا مرسي، في لقاء مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر، أنه على ما دار نحو 700 يوم، سهّلت مصر إيصال أكثر من 580 ألف طن من المساعدات إلى قطاع غزة، إضافة إلى دعم المرضى والمصابين الفلسطينيين وأسرهم.





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *