تعزيز التعاون مع كوريا بالتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي



أقامت السفارة الكورية لدى البلاد، اليوم، «منتدى التحول الرقمي الكوري الكويتي»، تحت عنوان «نستكشف المستقبل الرقمي معا»، بالتعاون مع الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، وجامعة الكويت، والجامعة العربية المفتوحة.

ويناقش المنتدى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجال التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، مما يفتح آفاقاً واسعة للشراكة المستقبلية في هذا القطاع الحيوي.

ويهدف المنتدى، الذي حضره حشد دبلوماسي ونحو 100 مشارك من المسؤولين والأكاديميين وممثلي القطاع الصناعي من الجانبين، إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الحوكمة الرقمية، والذكاء الاصطناعي، وتنمية القدرات البشرية، تماشياً مع الاستراتيجيات الرقمية الوطنية في كلا البلدين. 

وتضمن المنتدى كلمة افتتاحية، ومحاضرتين رئيسيتين من الجانبين الكوري والكويتي، إضافة إلى جلسة نقاشية أدارتها أفنان الخالدي، من الجامعة العربية المفتوحة، بمشاركة خبراء من الطرفين.

وقدم الدكتور بارك دونغ-أون، الباحث في معهد سياسات العلوم والتكنولوجيا (STEPI)، عرضاً حول مسيرة كوريا في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، مسلطاً الضوء على المبادرات الحكومية الرئيسية لدعم الابتكار، وتعزيز نشر المعرفة، وبناء البنية التحتية اللازمة لمنظومة ذكاء اصطناعي شاملة.

ومن الجانب الكويتي، استعرض عبدالكريم الفوزان، رئيس قطاع البحوث والدراسات في الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، مسيرة الكويت في التحول الرقمي والإنجازات التي تحققت حتى الآن، مبرزاً جهود الدولة في تطوير الخدمات العامة وتعزيز الكفاءة المؤسسية.

وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت القائمة بأعمال السفارة الكورية كيم هاي- جين التزام كوريا بتعميق التعاون مع الكويت في مجالي التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، مشددة على أن التحول الرقمي لا يقتصر على التكنولوجيا فحسب، بل يقوم أيضاً على الثقة والتعاون والتقدم المتمحور حول الإنسان.

وفي تصريحات على هامش الحفل شدّدت كيم على أهمية هذا المنتدى كمنصة لبحث سبل تعزيز التعاون الرقمي بين كوريا والكويت، مستفيدين من الإمكانيات التقنية الكورية المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأوضحت أن الكويت تتمتع ببنية تحتية قوية في مجالات عدة، مشيرة إلى أن كوريا تساهم حالياً في تطوير مشاريع ضخمة، مثل إدارة وتشغيل محطة الركاب الرابعة في المطار، كما تطمح في توسيع خدماتها لتحسين جودة وإدارة المطار بشكل شامل، مما يعكس بداية شراكة جديدة في مجال التحول الرقمي.

وأكدت أن كوريا تتمتع بقدرات تقنية وابتكارية عالية يمكن أن تلعب دوراً محورياً في دعم رؤية الكويت 2035، حيث يسعى البلدان إلى استغلال التقنيات الحديثة لتعزيز البنية التحتية الرقمية وتقديم خدمات حكومية متطورة.

كما أشارت إلى أن التعاون لن يقتصر على القطاع الحكومي فقط، بل يشمل أيضاً القطاع الخاص، لأن التكامل بين القطاعين ضروري لتحقيق التطور والابتكار في الخدمات الرقمية.

وحول دور الكويت في مجال الذكاء الاصطناعي، أكدت كيم أن الكويت تمتلك إمكانيات كبيرة، خاصة في مجال الهوية الرقمية والخدمات الحكومية الإلكترونية، وهذه المجالات تشكل أرضية خصبة لتطوير المزيد من المشاريع الرقمية المتقدمة، مبينة أن بعض الدول المجاورة بدأت بالفعل إنشاء مراكز بيانات ضخمة بالتعاون مع شركات تكنولوجية عالمية، مما يعزز من أهمية استثمار الكويت في هذا المجال الحيوي.

وقالت القائمة بأعمال السفارة إن التعاون مع الحكومة الكويتية سيستمر من أجل الاستفادة الكاملة من الإمكانيات الرقمية، مؤكدة تطلع كوريا إلى تعميق هذه الشراكة وبناء مستقبل رقمي مشترك.

من ناحيته، عبّر الدكتور علي الصايغ، أستاذ الإدارة العامة بجامعة الكويت، والمتخصص في سياسات التحول الرقمي الحكومي، عن تقديره لسفارة جمهورية كوريا على تنظيم منتدى التحول الرقمي الكوري الكويتي، مؤكداً أهمية التحول الرقمي في المرحلة الراهنة.

وأشار إلى أن العالم تجاوز مرحلة الحكومة الإلكترونية إلى ما يُعرف اليوم ب«الحكومة الرقمية» وحكومة الذكاء الاصطناعي، مشدداً على أن المؤتمر يشكل فرصة مهمة لتبادل الخبرات بين الكويت وكوريا في تطبيق نماذج التحول الرقمي، والتغلب على التحديات التي قد تواجه البلدين.

وأضاف أن الجانب الأكاديمي يلعب دوراً محورياً في مواكبة التطور التكنولوجي السريع، حيث إن حركة البحث العلمي تحتاج إلى تسارع لمواكبة سرعة التقدم في التقنيات الرقمية، معتبراً أن الاستفادة من البحوث العلمية ضرورة لضمان تطبيق فعّال للتحول الرقمي في الكويت.

ووصف الصايغ كوريا بأنها من الدول الرائدة عالمياً في تطبيق التحول الرقمي، خاصة خلال جائحة كورونا، حيث كانت من أوائل الدول التي طبقت مفهوم «الحكومة التفاعلية»، وهو نموذج يقدم الخدمة للمواطنين بشكل تلقائي دون الحاجة إلى طلبها، مما يمثل نقلة نوعية في تقديم الخدمات الحكومية.

وعن أوجه التعاون المستقبلية بين الكويت وكوريا، أوضح أن الشراكة ستشمل القطاعين الحكومي والخاص، مشيراً إلى وجود ممثلين من قطاع الشراكة بين القطاعين الخاص والعام في الكويت، مثل المهندس نايف الحداد، ما يعزز فرص التعاون مع مؤسسات البحث والتكنولوجيا الكورية ومكاتبها المنتشرة في الكويت.

 



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *