في مساء كويتي دافئ، تعانقت فيها الألوان مع المعاني، والتقت الريشة مع الرسالة وقيم الوفاء والبرّ، أقامت «جمعية الكاريكاتير الكويتية» يوم الخميس الماضي في مقرها، معرضين متوازيين، أحدهما خاص بـ«جائزة البغلي للابن البار»، والآخر احتفاءً بالإعلامية القديرة ماما أنيسة التي كانت «شخصية المعرض» لهذا العام، في أمسية جمعت بين الفن والإنسان، تحت رعاية إبراهيم طاهر البغلي رئيس «جمعية الابن البار»، وبحضور رئيس الجمعية الفنان محمد ثلاب، وعدد من عشاق الفن والمهتمين بالشأن الثقافي.
«70 لوحة»
وقد توزّعت على الجدران 70 لوحة أبدعتها أنامل فنانين من الكويت والسعودية والإمارات ومصر والبحرين والمغرب وإيران والبرازيل والأوروغواي وإيطاليا وإندونيسيا والمكسيك ومقدونيا وبنغلاديش وصربيا والصين، حملت في تفاصيلها أنفاساً من كل ثقافة، لتتحدث بلغةٍ واحدة عنوانها المحبة والوفاء والإنسان.
«فنانون كويتيون»
أما الجدران المقابلة، فقد تلألأت بلوحات الكويتيين المشاركين في المسابقة، 36 فناناً رسموا بعيون قلوبهم ملامح البرّ ودفء الأسرة، فتراقصت الألوان على الجدران كأنها قصائد ضوء تحكي عن أبناءٍ ردّوا الجميل لأمهاتهم وآبائهم بريشةٍ لا تعرف إلا الإخلاص.
فكانت كل لوحة تهمس بحكاية، وكل خط فيها ينطق بالعاطفة قبل الفكرة.
وتولت لجنة التحكيم برئاسة الفنان محمد ثلاب وعضوية الفنانين زينب دشتي وطالب العطار تقييم الأعمال المشاركة، في مرحلة تسبق إعلان النتائج النهائية.
وفي ختام المعرض، قُدمت شهادات تقدير لجميع الفنانين المشاركين تقديراً لإبداعهم ومشاركتهم، من دون أن ترتبط هذه الشهادات بنتائج الفوز في المسابقة، إذ سيُعلن عن الأسماء في الحفل الختامي بتاريخ 10 ديسمبر المقبل.
«رؤية الجمعية»
على هامش المعرض، قال ثلاب في تصريح خاص لـ«الراي»: «نعتزّ باستضافة معرض الابن البار للسنة الثانية على التوالي، ومشاركتنا الممتدة منذ أربع سنوات مع جائزة البغلي تأتي من إيماننا بأهمية الفن في تعزيز القيم المجتمعية».
وأضاف: «فكرة أن نرسم شخصية مثل ماما أنيسة، جاءت لأنها رمز تربوي وإنساني غرس في الأجيال معنى البِرّ والعطاء، واليوم نحتفي بها كإلهامٍ حيّ، تتلاقى حوله ريش الفن من الكويت والعالم. المعرض يضم لوحات فنية تجمع بين التعبير والروح، بين الكاريكاتير والبورتريه في تناغمٍ يُجسد الجمال الإنساني في أرقى صوره».
«ترسيخ القيم الإنسانية»
من جانبه، عبّر إبراهيم طاهر البغلي لـ«الراي» عن سعادته بلقاء أبنائه الفنانين والمبدعين قائلاً: «يسرّنا أن نلتقي في هذه الأمسية المميزة لتكريم المشاركين في فعاليات (جائزة البغلي للابن البار لفن الكاريكاتير لعام 2025)، والتي تنظمها المبرة بالتعاون مع (جمعية الكاريكاتير الكويتية). نحن فخورون باستمرار هذا المشروع الذي يعزز قيم البرّ ويكرّس ثقافة العمل الاجتماعي، إيماناً منا بدور الفن بشتى أنواعه في خدمة المجتمع، وترسيخ القيم الإنسانية النبيلة».
وختم بالقول: «إن تنظيم هذا المعرض هو محطة أساسية في رحلة التحكيم، إذ يقوم فريق متخصص بدراسة وتقييم الأعمال المشاركة وفقاً لمعايير الجودة والتميز. وستُعلن النتائج النهائية في الحفل الختامي للجائزة يوم 10 ديسمبر المقبل برعاية وزير الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة، حيث سيتم تكريم الفائزين إلى جانب أبناء الكويت البررة لعام 2025».
«شكراً من القلب»
قالت الإعلامية القديرة ماما أنيسة، في اتصال مع «الراي»، «الحمدلله، كان للمعرض صدى جميل منذ بداية الإعلان عنه، لذا يتوجب عليّ توجيه جزيل الشكر إلى الابن الكريم الفنان محمد ثلاب المتخصص في الكاريكاتير على هذه المبادرة الطيبة منه، إذ عندما طلب مني أن أكون جزءاً من هذا المعرض وشخصيته الرئيسية لم أتوان عن الموافقة».
وأضافت «كما أسعدني أكثر أن الابن البار إبراهيم البغلي قد قام برعاية هذا الحدث، الذي شارك فيه فنانون عديدون من دول كثيرة حول العالم، قاموا برسم صور لي بطريقة جميلة ورائعة. عاجزة عن الشكر، وأقول لكل من يضع بصمة بيده وعمله لأجل إسعاد البشر، شكراً من القلب لأنكم أسعدتموني».