في إنجاز طبي يُشبه الخيال العلمي، نجح باحثون في جامعة ملبورن الأسترالية في ابتكار وتطوير تقنية ثورية تُتيح علاجاً ضوئياً يقتل الخلايا السرطانية باستخدام ضوء الأشعة تحت الحمراء ومن دون إيذاء الأنسجة السليمة.
التقنية العلاجية الجديدة تعتمد على جزيئات نانوية يتم تفعيلها بأشعة الضوء لتُولد حرارة مستهدفة تصل إلى 55 درجة مئوية داخل كتلة الورم فقط.
وفي تجارب أجريت على فئران مصابة بسرطان الثدي، اختفى الورم تماماً لدى 80 في المئة من الحالات خلال أسبوعين، ومن دون أي آثار جانبية.
وتكمن الميزة الأبرز لهذا العلاج المبتكر في أن الضوء يخترق الجلد حتى عمق 10 سنتيمترات، ما يجعله فعّالاً للأورام العميقة من دون جراحة.
وشرح الدكتور دانيال كين الذي قاد الدراسة: «الجزيئات تُشبه مفاتيح ضوئية – تُفعَّل فقط عندما نُسلط الضوء عليها، ما يضمن الدقة المطلقة»، موضحاً أن «الجزيئات تُحقن في الورم، ثم تُسلط أشعة تحت حمراء من جهاز خارجي لمدة 5 دقائق، ما يُسبّب موتاً مبرمجاً للخلايا السرطانية».
وفي دراسة سريرية أولية أُجريت على 5 مرضى بسرطان البروستات، تقلص الورم بنسبة 60 في المئة من دون ألم أو ندوب. ويُخطط حالياً لتوسيع التجارب، مع آمال في علاج أنواع متعددة من السرطانات الصلبة.
وأكد كين أن التقنية آمنة تماماً للأنسجة المحيطة، حيث تنخفض درجة الحرارة بسرعة خارج الورم، مختتماً بالقول: «نحن بهذه التقنية نحوّل الضوء إلى سلاح ذكي ضد السرطان، وهو سلاح دقيق، وغير مؤلم، ومن دون كيماويات».


