غراندي: روح العطاء لم تتوقف لدى الكويت رغم ما واجهته من تحديات اقتصادية


– امتناننا عميق لدور الكويت التاريخي في دعم اللاجئين السوريين

– القطاع الخاص قادر على لعب دور متنامٍ بدعم الجهود الإنسانية بنقل الخبرات والتكنولوجيا

أكد المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، أن «الكويت تمثل نموذجاً رائداً في العمل الإنساني والتنموي على المستويين الإقليمي والدولي»، مشيراً إلى أن دعمها المستمر أسهم في التخفيف من معاناة ملايين اللاجئين حول العالم.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده غراندي، الإثنين، في فندق سانت ريجيس، قبيل مغادرته البلاد خلال زيارته الثالثة والأخيرة بصفته مفوضاً سامياً، حيث أوضح أنه يوشك على مغادرة منصبه مع نهاية العام الجاري، وأن هدف زيارته هو تقديم الشكر والعرفان لحكومة وشعب الكويت على ما قدموه من دعم سخي خلال السنوات الماضية.

تقليد راسخ

وقال غراندي إن «الكويت تمتلك تقليداً راسخاً في العمل الإنساني والتنمية، ولعبت دوراً ريادياً في منطقة الخليج، وهو ما حرصت على تأكيده خلال لقائي مع سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء وعدد من كبار المسؤولين، وعلى رأسهم وزير الخارجية».

وأعرب عن امتنانه العميق لدور الكويت التاريخي في دعم اللاجئين السوريين، مستذكراً مشاركته في مؤتمرات المانحين التي استضافتها الكويت في السنوات الأولى من الأزمة السورية. وأضاف «رغم التحديات الاقتصادية التي واجهتها الكويت في السنوات الأخيرة، فإن روح العطاء لم تتوقف، وأرى اليوم بوادر انتعاشٍ جديدة في هذا المجال، سواء من خلال القطاع الحكومي أو عبر المؤسسات الخيرية والقطاع الخاص».

وأوضح أنه عقد اجتماعات مع عدد من المؤسسات الكويتية والجهات المانحة الخاصة، مشيراً إلى أن «القطاع الخاص الكويتي قادر على لعب دور متنامٍ في دعم الجهود الإنسانية، ليس فقط عبر التبرعات، بل من خلال نقل الخبرات والتكنولوجيا والمشاركة في تصميم البرامج».

كما دعا إلى تعزيز أدوات التمويل الإسلامي في العمل الإنساني، مؤكداً أن المفوضية حصلت على تراخيص في 18 دولة لجمع أموال الزكاة والصدقات وفقاً للأحكام الشرعية، واصفاً ذلك بأنه «من أهم مصادر الدعم المستدام».

120 مليون شخص

وتطرق غراندي إلى الصورة العالمية للوضع الإنساني، مبيناً أن عدد اللاجئين والنازحين قسراً تضاعف خلال العقد الأخير، من 65 مليوناً عند توليه المنصب، إلى أكثر من 120 مليون شخص اليوم.

وقال «هذا الارتفاع الكبير ناتج عن تعدد الصراعات والحروب وغياب الحلول السياسية، فضلاً عن تأثير التغير المناخي الذي يدفع مزيداً من الناس إلى النزوح، مما يجعل حركة السكان أكثر تعقيداً وتشابكاً».

وأشار إلى أن المفوضية تعمل بشكل متكامل مع المنظمة الدولية للهجرة لمعالجة ظاهرة «الحركية البشرية»، موضحاً أن «التركيز الأكبر يظل على مَنْ يفرّون من الحروب والعنف والأزمات في دول مثل السودان، وأوكرانيا، وأفغانستان، والكونغو، وبنغلاديش (الروهينغا)».

غزة وسوريا… قلق وتفاؤل

تطرّق غراندي للوضع في غزة، فأوضح أن «المفوضية ليست الجهة المسؤولة مباشرة عن اللاجئين الفلسطينيين، لأن هذه المهمة تقع ضمن اختصاص وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)»، معرباً عن قلقه البالغ تجاه المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني، وأمله في أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى تهدئة مستدامة.

وفي ما يخص الأزمة السورية، أشار إلى عودة أكثر من مليون لاجئ سوري من الدول المجاورة إلى بلادهم منذ ديسمبر الماضي، إضافة إلى 1.5 مليون نازح داخلي عادوا إلى مناطقهم، واصفاً ذلك بأنه «تقدم حذر لكنه مشجع».

نقص التمويل وتحديات المرحلة المقبلة

في رده على أسئلة الصحافيين، أقرّ المفوض السامي بأن التمويل الإنساني العالمي شهد تراجعاً ملحوظاً خلال العام الجاري بسبب الضغوط الاقتصادية، موضحاً أن «العديد من الدول المانحة، بما فيها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، خفّضت مساهماتها، في وقت تتزايد فيه الاحتياجات الإنسانية».

وأضاف أن «المشكلة ليست في عدم تنفيذ التعهدات، بل في قلة التعهدات الجديدة»، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولية جماعية تجاه الدول المضيفة للاجئين التي تتحمّل أعباءً ضخمة، مثل الأردن ولبنان وتشاد.





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *