انطلقت احتفالات عارمة بين الفلسطينيين وعائلات الرهائن الإسرائيليين، بعد الإعلان عن اتفاق لوقف النار ومبادلة الرهائن والمعتقلين ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس دونالد ترامب، لإنهاء الحرب في قطاع غزة المنكوب.
في القطاع، حيث نزح معظم سكانه البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص بسبب القصف الإسرائيلي، هللت مجموعات من الشبان في الشوارع، بينما بكى آخرون وأخذوا يرددون التكبيرات، معبّرين عن آمالهم في أن يُنهي الاتفاق الحرب ويتيح لهم العودة إلى ديارهم.
وقال تامر البرعي، وهو رجل أعمال نازح من مدينة غزة «ما قدرتش أوقف ضحك ولا عياط… مش مصدق إني نجيت».
وأكد «على جمر بنستنى نرجع لبيتنا في مدينة غزة وننام بدون ما نخاف إنه ننقصف وإحنا نايمين».
وقالت زكية رزق (58 عاماً) وهي أم لستة أبناء «بيتنا كان من ضمن أول بيوت اللي تدمرت يعني حتى لو الحرب خلصت راح نظل نعيش في خيم يمكن لسنين لحتى يعمروا غزة، هاد طبعا إذا الاتفاقية استمرت وصمدت».
ورغم سعادتها لنجاة جميع أبنائها من القصف، أوضحت أن منزلهم يقع في منطقة حدودية ستظل تحت سيطرة القوات الإسرائيلية.
وقال عبدالمجيد عبدربه من خان يونس (جنوب) «الحمد لله على وقف النار ووقف شلال الدماء والقتل».
وأضاف «وطبعاً مش أنا لحالي بس فرحان كل قطاع غزة فرحان، بل كل الشعب العربي وكل العالم فرحان بوقف النار ووقف شلال الدماء».
كما أعرب أيمن النجار عن سعادته بالاتفاق رغم أنه فقد جده قبل أسبوع.
وفي مخيم المغازي وسط القطاع، قال خالد النمنم وهو نازح من حي النصر في مدينة غزة إنه لم يتوقع إنهاء الحرب.
وروى «فجأة استيقظت صباحاً على أخبار جميلة جداً… شعور غريب لا يوصف بعد سنتين من القصف والخوف والجوع».
ويضيف «شعرنا أننا نولد من جديد».
وقال سامر جودة الذي نزح من حيّ الشجاعية في مدينة غزة إلى مواصي خان يونس «كأنها فرحة عيد… هناك تكبير وتهليل وزغاريد من النساء، الأولاد يركضون ويغنّون…».
وأضاف «سنتان من القصف والرعب والدمار والفقد والذل والمهانة، وشعور مستمر بأنه ممكن أن نموت في أي لحظة».
وقال طارق الفرا «شعوري مختلط ما بين الفرحة والخوف (..) من الغدر والعودة للحرب مرة أخرى كما في الهدنة الأولى (في نوفمبر 2023)».
وفي ساحة الرهائن في تل أبيب، حيث تجمعت عائلات الرهائن، قالت عيناف زاوجاوكر، والدة أحد الأسرى وسط أجواء احتفالية «لا أستطيع التنفس، لا أستطيع التنفس، لا أستطيع أن أصف ما أشعر به… إنه أمر رائع».
وأضافت مشيرة إلى ابنها ماتان «ماذا أقول له؟ ماذا أفعل؟ أعانقه وأقبله… سأخبره أنني أحبه، هذا كل شيء… إنه شعور غامر، هذا هو معنى الارتياح».
وقال الرهينة السابق أومير شيمتوف عندما سئل عن شعوره «تعجز الكلمات عن وصف هذه اللحظة».
ورفع الكثيرون لافتات كتب عليها «إنهم عائدون»، ولوّحوا بالأعلام الإسرائيلية والأميركية، وعلّقوا صور الرهائن في أرجاء الساحة.
وردّد المحتشدون هتافات حماسية وغنّوا ورقصوا فرحين ومهلّلين في «ساحة الرهائن»، حيث كانت تقام تجمعات وتظاهرات أسبوعية تطالب بإعادتهم على مدى العامين الماضيين.