يتطلع المشجعون في قطر وأنحاء المنطقة لانطلاق كأس العرب قطر 2025 التي تعزز السجل الحافل للبلاد باعتبارها حدثاً رياضياً رائداً واحتفالية مرموقة بكرة القدم العربية.
وبالنسبة لقادة المشجعين المقيمين في قطر، تتجاوز أهمية النسخة الثانية من البطولة مجرد إقامة مباريات في كرة القدم، ويرون فيها ملتقى يسلط الضوء على الروابط المشتركة للشعوب العربية والثقافة الغنية للمنطقة والشغف بكرة القدم.
وعلى الطريق لاستضافة مونديال العرب، التقت اللجنة المحلية المنظمة مع عدد من قادة المشجعين الذين أعربوا عن حماسهم وترقبهم لانطلاق الحدث الرياضي.
يشارك المنتخب الجزائري في البطولة كحامل اللقب في نسخة العام 2021 بعد تغلبه على نظيره التونسي في المباراة النهائية في استاد البيت. ويرى قائد المشجعين الجزائريين عثمان عباسي، والذي يعمل مدير برامج ويقيم في قطر منذ عام 2013، أن المشجعين الجزائريين يتوقعون أن يقدم منتخب بلادهم أداءً استثنائياً يفوق المعتاد.
وقال عباسي، وهو قائد مشجعين منذ النسخة السابقة من البطولة: «لن يكون مشوار منتخبنا في البطولة أمراً سهلاً، مع الأخذ في الاعتبار التحسن الملحوظ الذي شهدته المنتخبات العربية في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، نطمح أن يعود المنتخب حاملاً كأس البطولة للمرة الثانية على التوالي».
وتأتي مشاركة محاربي الصحراء في مونديال العرب في وقت يكتسب أهمية خاصة بالنسبة للمشجعين الجزائريين وذلك بعد تأهل المنتخب إلى كأس العالم 2026.
أما بالنسبة لفكريا الكواكيبي قائدة المشجعين المغاربة، التي تعمل في المجال الأكاديمي وتقيم في قطر منذ 15 عاماً، فترى أن كرة القدم جزء لا يتجزأ من هويتها المغربية.
وقالت، المتطوعة سابقاً في برنامج التطوع لمونديال قطر 2022، الذي شهد إنجازاً تاريخياً عندما حقق أسود الأطلس المركز الرابع في البطولة العالمية: «كمواطنة مغربية، تشكل كرة القدم جزءاً من حياتي، باعتبارها اللعبة المفضلة للجميع حيث تراها في كل مكان، إنها الرياضة المنتشرة في الشوارع والمدارس والأحياء. وتشكل مكوناً أساسياً من هويتنا».
وعند الحديث مع علي قطيش، مؤسس فريق كرة القدم للجالية اللبنانية في قطر، والذي أمضى خمسة عشر عاماً في بناء وتعزيز العلاقات من خلال الرياضة. فأوضح أن بطولة كأس العرب تمثل حدثاً يتجاوز مجرد حضور ومشاهدة المباريات.
وقال: «عندما تنطلق المباريات، نحن لسنا مجرد مشجعين نمثل بلادنا فقط، بل نشكل مجتمعاً واحداً. ما زالت المباراة التي جمعت منتخبي لبنان ومصر العام الماضي ماثلة في مخيلتي، كان أطفالي يلوّحون بالأعلام المصرية، بينما رفعت العائلات المصرية الأعلام اللبنانية بكل سعادة وفخر. هذا ما تفعله كرة القدم، تجمعنا وتخلق شعوراً بالوحدة».
بطولة عربية ونجاحها يعني نجاحنا
فيما أكد قائد المشجعين المصري حسام أبو العلا، المحامي الذي يمتلك 25 عاماً من الخبرة في دولة قطر، أن البطولة تحمل الكثير من المعاني العميقة، مشيراً بأن كرة القدم تعني الحياة بالنسبة له. وقال عن أهمية البطولة للعالم العربي: «استضافة بطولة عربية تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ترسخ مكانة العالم العربي في المشهد الرياضي العالمي، ما يجعل المشاركة فيها ذات قيمة وأهمية كبيرة. إنها بطولة للعالم العربي بأكمله، ونجاحها يعني نجاحنا».
وتستضيف دولة قطر كأس العرب قطر 2025 في الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر، وهي المرة الثانية التي تستضيف فيها الدولة البطولة بعد نسخة العام 2021 التي حققت نجاحاً استثنائياً، كما تحتضن البلاد نسختين من الحدث الرياضي في 2029 و2033. ويشارك في البطولة 16 منتخباً تخوض مباريات في ستة استادات مونديالية شهدت استضافة مباريات في كأس العالم FIFA قطر 2022™.
وتتوافر التذاكر رقمياً ويمكن شراؤها حصرياً عبر الموقع الإلكتروني: www.roadtoqatar.qa، وبأسعار تبدأ من 25 ريالاً قطرياً. كما يمكن للمشجعين شراء تذاكر «شجع منتخبك» وهي سلسلة تذاكر تمكن المشجع من متابعة مشوار منتخبه خلال دور المجموعات. وتتوافر في جميع استادات البطولة خيارات أماكن مخصصة للمشجعين من ذوي الإعاقة.