بعد نحو 16 شهراً من القتال الدامي، أعلنت القوات الروسية سيطرتها على تشاسيف يار، وهي مركز مهم للجيش الأوكراني، الذي نفى سقوط المدينة الإستراتيجية في منطقة دونيتسك (شرق).
وفي حين دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حلفاءه للضغط من أجل «تغيير النظام» في موسكو، طلب ديمتري ميدفيديف من دونالد ترامب أن يتذكر أن بلاده تمتلك قدرات نووية تعود للحقبة السوفياتية والتي توجد لديها كملاذ أخير، وذلك بعد أن نصح الرئيس الأميركي، الرئيس الروسي السابق، بأن «ينتبه لكلامه».
وسيمثل التقدم الميداني، إذا تأكد، مكسباً كبيراً للقوات الروسية، وقد يمكنها من التقدم نحو المدن الرئيسية في الشرق، بما في ذلك كوستيانتينيفكا وسلوفيانسك وكراماتورسك، التي تعد قاعدتين إستراتيجيتين للجيش الأوكراني.
وأظهر موقع «ديب ستيت» الأوكراني سيطرة قوات كييف على الجزء الغربي من البلدة. و«ديب ستيت» موقع مفتوح المصدر لرسم الخرائط ويحدد خطوط المواجهة.
وكانت البلدة تعدّ نحو 12 ألف شخص قبل الحرب ولكنها الآن مدمرة إلى حد كبير، ومن شأن السيطرة عليها أن تمهد الطريق أمام القوات الروسية للتقدم نحو المعاقل المدنية المتبقية في منطقة دونيتسك.
وبدأت معركة تشاسيف يار في أبريل العام الماضي، عندما وصلت قوات المظليين الروس إلى الطرف الشرقي للبلدة.
وتقع المدينة غرب باخموت التي استولت عليها روسيا عام 2023 بعد واحدة من أكثر المعارك دموية خلال الحرب.
كما قتل 8 أشخاص على الأقل بينهم طفل عمره ستة أعوام، وأصيب 73، في ضربات صاروخية ومسيّرة روسية، استهدفت 27 موقعاً في كييف على الأقل، صباح أمس.
وأطلقت روسيا أكثر من 300 مسيرة وثمانية صواريخ كروز، ليل الأربعاء – الخميس، وكان هدفها الرئيسي كييف، حسب ما أعلن سلاح الجو الأوكراني.
«تغيير النظام»
من جانبه، دعا زيلينسكي، العالم إلى التحرك «لتغيير النظام» في روسيا ومصادرة أصولها بدلاً من تجميدها، معتبراً أن استمرار السلطات الحالية يعني أن موسكو ستواصل محاولة زعزعة استقرار البلدان المجاورة حتى بعد انتهاء الحرب.
وتحدث زيلينسكي عبر الفيديو خلال مؤتمر لمناسبة مرور 50 عاماً على توقيع «اتفاقية هلسنكي» التاريخية الموقعة بين كتلتي الشرق والغرب في العام 1975 والتي تضمن عدم انتهاك الحدود، وهو مبدأ تم التعدي عليه بالغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال «أرى أن من الممكن الضغط على روسيا لإنهاء هذه الحرب. هي من بدأتها ويمكننا إجبارها على إنهائها، لكن إذا لم يهدف العالم إلى تغيير النظام في روسيا، سيعني ذلك أن موسكو ستواصل محاولة زعزعة استقرار البلدان المجاورة حتى بعد انتهاء الحرب».
وألقى ضيوف بارزون آخرون، مثل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، كلماتهم خلال هذا المؤتمر الذي افتتحته وزيرة الخارجية الفنلندية إيلينا فالتونن التي تتولى حالياً رئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
كما أن روسيا ممثلة في هذا المؤتمر، لكنها لم ترسل أي ممثل رفيع المستوى.
وحضر أيضا المؤتمر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك.
ميدفيديف يُذكّر ترامب
إلى ذلك، طلب ميدفيديف، من ترامب أن يتذكر أن موسكو تمتلك قدرات نووية تعود للحقبة السوفياتية.
ووجه ترامب في منشور على منصة «تروث سوشيال» فجر أمس، انتقادات حادة لميدفيديف الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، بعد أن قال ميدفيديف إن تهديد الرئيس الأميركي بفرض رسوم جمركية عقابية على موسكو ومشتري النفط الروسي «لعبة إنذارات»، وخطوة أقرب إلى حرب بين روسيا والولايات المتحدة.
وكتب ترامب «قولوا لميدفيديف، الرئيس الروسي السابق الفاشل الذي يعتقد أنه لايزال رئيساً لروسيا، أن ينتبه لكلامه. إنه يدخل منطقة خطرة للغاية!»، موجهاً تحذيره الثاني للحليف المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين في الأسابيع القليلة الماضية.
«اليد الميتة» الأسطورية
ورد ميدفيديف بأن تصريح ترامب أظهر أن روسيا يجب أن تستمر في مسار سياستها الحالية.
وكتب على «تلغرام»، اليوم، إن على ترامب أن يتذكر «مدى خطورة – اليد الميتة – الأسطورية»، في إشارة إلى نظام قيادة روسي شبه آلي سري مصمم لإطلاق صواريخ موسكو النووية في حالة النيل من قيادتها في ضربة قاضية من عدو.
واتهم ترامب، ميدفيديف في يوليو الماضي، بإساءة استخدام كلمة «نووي» بعد أن انتقد المسؤول الروسي الضربات الأميركية على إيران، وقال إن «عدداً من الدول» مستعدة لتزويد إيران برؤوس نووية.
وقال الرئيس الأميركي في ذلك الوقت «أعتقد أن هذا هو السبب في أن بوتين هو الزعيم».