كشف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أحمد بخشایش أردستاني، أن طهران رفعت كل القيود التي كانت مفروضة سابقاً على «مدى صواريخها البالستية»، مشيراً إلى أن «القرار اتُّخذ بإذن من المرشد الأعلى السيد علي خامنئي»، في ظل تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأوضح في مقابلة مع موقع «مرصد إيران»، مساء الأربعاء، أن «المرشد كان قد حدّد مدى الصواريخ بـ2200 كيلومتر لأسباب خاصة، لكن كل هذه القيود ألغِيت الآن»، مضيفاً أن إيران ستواصل تطوير برنامجها الصاروخي إلى «أي مستوى تراه ضرورياً لأمنها القومي».
وأكد المسؤول أن طهران «لن تقبل بأي قيود على قدراتها الصاروخية لأنها تمثّل العنصر الأهم في القوة الدفاعية الإيرانية»، مضيفاً أن «إيران اليوم تُعدّ القوة الرابعة في العالم في مجال الصواريخ».
وفي ما يتعلق بالمفاوضات مع الولايات المتحدة، قال أردستاني إن على بلاده «ألا تبادر إلى التفاوض خلال الأشهر الستة المقبلة»، معتبراً أنه «إذا تمكّنت الحكومة من إدارة الأوضاع الاقتصادية واحتواء الاحتجاجات الداخلية، فسيضطر الغربيون أنفسهم إلى اقتراح الحوار من جديد».
وأضاف أن المسؤولين الغربيين «يظنون أن إعادة تفعيل آلية الزناد (سناب باك) وعودة العقوبات الأممية ستؤدي إلى تدهور الأوضاع المعيشية وتصاعد الغضب الشعبي في الشوارع، لكن إذا لم تتحقق هذه التوقعات، فستُجبر العواصم الغربية على تغيير موقفها تجاه طهران».
وأشار إلى أن الشروط التي وضعتها واشنطن لاستئناف المفاوضات «غير مقبولة» بالنسبة لإيران، موضحاً أن المطالب الأميركية تشمل «تصفير تخصيب اليورانيوم، وتقييد البرنامج الصاروخي، ووقف دعم الجماعات (الموالية لإيران في المنطقة)… وإجراء مفاوضات مباشرة مع طهران»، معتبراً أن القبول بمثل هذه الشروط «يعني الاستسلام قبل بدء التفاوض».
وتعليقاً على تفعيل آلية «سناب باك»، رأى أردستاني أن أوروبا «تحولت إلى أداة بيد الولايات المتحدة»، مضيفاً أن الضغوط الأميركية على الاتحاد الأوروبي هي التي أدّت إلى تفعيل الآلية، رغم الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بوساطة مصرية.
وشدّد على أن طهران لن تنسحب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، مؤكداً أنها «لا تسعى إلى إنتاج قنبلة نووية، بل تهدف إلى توسيع استخدام الطاقة النووية في المجالات الطبية والزراعية والصيدلانية والبيئية».
ودعا منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إلى «تعزيز الشفافية واطلاع المواطنين على الإنجازات النووية حتى يدرك الرأي العام أن هذه الأنشطة ليست عسكرية فقط بل يمكن أن تنعكس إيجاباً على الحياة اليومية للمجتمع».
وأكد أردستاني أن على الولايات المتحدة وإيران أن تعترفا بأنهما «في صراع مستمر منذ أكثر من 47 عاماً من دون أن يتمكن أي طرف من القضاء على الآخر»، مضيفاً أن «الوقت قد حان للتوصل إلى صيغة واقعية للتعايش أو التعاون».
وأشار إلى أنه يتعين على إيران أن «تتجاوز مرحلة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب بأي شكل ممكن»، في إشارة إلى ضرورة التعامل بحذر مع السياسات الأميركية المتقلبة تجاه طهران.