
أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، أن الكويت تواصل تجسيد روح التضامن الإنساني، وتمثل نموذجاً رائدا في العمل الإنساني والتنموي على المستويين الإقليمي والدولي، مشيرا إلى أن دعمها المستمر أسهم في التخفيف من معاناة ملايين اللاجئين حول العالم.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده غراندي في الكويت، في زيارته الثالثة والأخيرة بصفته مفوضاً سامياً، حيث أوضح أنه يوشك أن يغادر منصبه مع نهاية العام الحالي، مؤكدا أن هدف زيارته هو تقديم الشكر والعرفان لحكومة الكويت وشعبها على ما قدموه من دعمٍ سخي خلال السنوات الماضية.
وقال غراندي إن «الكويت تمتلك تقليداً راسخاً في العمل الإنساني والتنمية، ولعبت دوراً ريادياً في منطقة الخليج، وهو ما حرصت على تأكيده خلال لقائي مع سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء وعدد من كبار المسؤولين، وعلى رأسهم وزير الخارجية» عبدالله اليحيا.
وبيّن أن عدد اللاجئين والنازحين قسراً تضاعف خلال العقد الأخير، من 65 مليوناً عند توليه المنصب إلى أكثر من 120 مليونا حاليا.
وعن الوضع في غزة، أوضح أن المفوضية ليست الجهة المسؤولة مباشرة عن اللاجئين الفلسطينيين، إلا أنه أعرب عن قلقه البالغ تجاه المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني.
وفيما يخص الأزمة السورية، أشار إلى عودة أكثر من مليون لاجئ سوري من الدول المجاورة إلى بلادهم منذ ديسمبر الماضي، إضافة إلى 1.5 مليون نازح داخلي عادوا إلى مناطقهم، واصفاً ذلك بأنه «تقدم حذر لكنه مشجع».
وقال إن روح العطاء لدى الكويتيين لم تتوقف، وأرى اليوم بوادر انتعاش جديدة في هذا المجال، سواء من خلال القطاع الحكومي أو عبر المؤسسات الخيرية والقطاع الخاص.
وأوضح أنه عقد اجتماعات مع عدد من المؤسسات الكويتية والجهات المانحة الخاصة، مشيراً إلى أن «القطاع الخاص الكويتي قادر على لعب دور متنامٍ في دعم الجهود الإنسانية، ليس فقط عبر التبرعات، بل من خلال نقل الخبرات والتكنولوجيا والمشاركة في تصميم البرامج».
ودعا إلى تعزيز أدوات التمويل الإسلامي في العمل الإنساني، مؤكداً أن المفوضية حصلت على تراخيص في 18 دولة لجمع أموال الزكاة والصدقات وفقا للأحكام الشرعية، «وذلك من أهم مصادر الدعم المستدام».
وشارك في المؤتمر الصحافي ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى البلاد، نسرين ربيعان.
