أسدل مهرجان الموسيقى الدولي الستار، مساء الأحد، على فعاليات دورته الـ25، بحفل موسيقي حمل عنوان «موسيقى للسلام»، استضافه مسرح الدراما في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.
وقال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل في كلمة ألقاها إن «المجلس بقيادة أمينه العام الدكتور محمد الجسار وبمساندة الأمناء المساعدين في مختلف القطاعات يواصل خطواته نحو التطوير والتحسين في جميع مجالات العمل الثقافي والفني»، مبيناً أن «التفاعل مع المبدعين وأفكارهم يُشكّل ركيزة أساسية في مسيرة المجلس المستقبلية».
«رعاية كريمة»
ونوّه الزامل بـ«الرعاية الكريمة» لوزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري لهذا المهرجان الذي افتتحه في 22 أكتوبر الجاري.
وأوضح الزامل أن المهرجان تميز بمشاعر الوفاء والعرفان لكل من قدم للثقافة الكويتية والخليجية والعربية وأن الافتتاح كان تحية وفاء للفنان القدير عبدالعزيز المفرج «صوت الكويت» تقديراً لمسيرته الغنية بالعطاء.
وأعرب الزامل عن سعادته باستضافة دولة الكويت لأعضاء المجمع العربي للموسيقى لعقد مؤتمرهم الـ28، مبيناً أن مشاركتهم أضفت على المهرجان أجواء من البهجة والتألق من خلال الملتقيات والحلقات النقاشية والتوصيات التي تصب في مصلحة تطوير الموسيقى في الخليج والوطن العربي.
وأكّد أن «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يظل الحافظ لهوية دولة الكويت الثقافية والفنية والراعي الدائم للإبداع والمبدعين من الخليج إلى المحيط»، مؤكداً أن «التطوير لا يتحقّق إلا من خلال تفاعل الجمهور والمبدعين وآرائهم ومقترحاتهم التي تثري مسيرة المجلس وتدفعها نحو مستقبل أكثر إشراقاً».
«جمال البدايات»
وكان حفل الختام استهل بمقطوعة موسيقية قدمها أطفال من الفرقة الشبابية التابعة لفرقة الأحمدي الموسيقية، حيث عزفوا أنغاماً هادئة وحالمة حملت في طياتها نقاء البراءة وجمال البدايات وأضفت أناملهم الصغيرة لمسة رقيقة على أجواء الأمسية لتكون افتتاحاً دافئاً ومفعماً بالأمل لمهرجان يحتفي بالموسيقى والإبداع، وقد لقي أداؤهم تصفيقاً كبيراً من الحضور.
«رحلة فنية»
وقدّمت الحفل مجموعة الأحمدي الموسيقية الأوركسترالية العالمية بقيادة المايسترو ريتشارد بوشمان والعازف الأساسي جوناس بيكونان.
واصطحبت الأمسية الحضور في رحلة فنية عبر المكان والزمان، انطلقت من الكويت المعاصرة لتصل إلى ألمانيا في القرن الـ18، العصر الذهبي للموسيقى الكلاسيكية، حيث عزفت الفرقة مقطوعات خالدة لاثنين من أبرز مؤلفيها العالميين لودفيغ فان بيتهوفن وفيلكس مندلسون.
«روح السلام»
وامتزجت أصوات الآلات الوترية بالنحاسية والخشبية في تناغم دقيق كشف عن براعة العازفين وتمكن المايسترو بوشمان من قيادة الأوركسترا بحس رفيع ودقة متناهية.
أما العازف الأساسي جوناس بيكونان، فقد كان محور الإعجاب في فقرات عدة من الحفل، إذ أبدع في عزف منفرد أظهر من خلاله قدراته التقنية العالية وحسه العاطفي المرهف، فاستحق تصفيق الجمهور الذي تفاعل بحرارة مع أدائه الذي جمع بين القوة والنعومة في آن واحد.
وتجلّت في الأمسية روح «السلام» بكل معانيها، إذ لم تكن الموسيقى مجرد أداء فني، بل كانت رسالة حضارية وإنسانية تدعو إلى التلاقي ونبذ الانقسام، وتؤكّد على أن الفن قادر على بناء الجسور بين الشعوب مهما تباعدت المسافات واختلفت اللغات.
«الجمهور الداعم الأول»
اعتبر الزامل أن فعاليات المهرجان المتنوعة حقّقت نجاحاً لافتاً بفضل حضور الجمهور الكويتي وذائقته الرفيعة التي تحظى بتقدير واحترام الفنانين والمبدعين في العالم العربي، مُؤكّداً أن هذا الجمهور هو الداعم الأول للحركة الفنية في البلاد.


