أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، من موسكو، أن دمشق ترغب في أن تقف روسيا إلى جانبها، بينما أبدى نظيره الروسي سيرغي لافروف، استعداداً لتقديم الدعم الكامل لسوريا في مرحلة إعادة الإعمار.
وقال الشيباني، خلال زيارته الأولى لموسكو، منذ سقوط نظام بشار الأسد اللاجئ إلى روسيا، وحيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين، «نمر بمرحلة مليئة بالتحديات، وهناك فرص كبيرة لسوريا ونطمح لأن تكون روسيا بجانبنا».
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف «نحن هنا اليوم لنمثل سوريا الجديدة حيث نريد أن نفتتح علاقة صحيحة وسليمة بين البلدين قائمة على التعاون والاحترام المتبادل».
كما ثمن الشيباني، موقف روسيا الرافض للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية.
وأكد أن سوريا «لا يمكن أن تتجه بثقة نحو البناء والاستقرار في ظل استمرار الاعتداءات عليها».
وأشار إلى «وجود محاولات خارجية لاستغلال بعض المكونات السورية للتدخل في الشؤون الداخلية»، لافتاً إلى أن بعض الجماعات المسلحة في محافظة السويداء التي شهدت توترات في الأسابيع الماضية تسعى لإظهار الحكومة بمظهر «العاجز عن ضبط الأمن».
وأكد أن الاجتماع «يمثل فرصة ضرورية لصياغة علاقات الحاضر وبدء نقاش بناء على دروس الماضي ورسم أطر سياسية واضحة للمستقبل من خلال تعاون مبني على الاحترام المتبادل والسيادة الكاملة والمسؤولية المشتركة».
من جانبه، قال لافروف إن روسيا «كانت دائماً تقف ضد تحويل سوريا إلى ساحة للصراعات الدولية».
وشدد على أن موقف موسكو الداعم لدمشق يستند إلى «تقاليد راسخة من الصداقة والاحترام المتبادل وليس إلى تغير الحكومات أو الأوضاع السياسية».
وأضاف أن الوضع في سوريا ينبغي أن يكون بعيداً عن «التنافس الجيوسياسي أو تصفية الحسابات»، مؤكداً ضرورة أن تكون الانتخابات البرلمانية المقبلة شاملة بمشاركة مكونات الشعب كافة في ظل حوار وطني واسع.
وجدد دعوة موسكو إلى الرفع الكامل للعقوبات المفروضة على سوريا، معتبراً أنها «غير مشروعة» ولم تؤيدها موسكو يوماً.
وشدد على أن بلاده «مستعدة لتوفير كل المساعدة الممكنة لإعادة الإعمار بعد النزاع»، وتأمل في أن يتمكن الرئيس أحمد الشرع من المشاركة في قمة بين روسيا والدول الأعضاء في الجامعة العربية في موسكو في 15 أكتوبر المقبل.
كما وجه لافروف، الشكر لدمشق على ضمان أمن قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية. عسكرياً، ناقش وزيرا الدفاع الروسي أندريه بيلاوسوف والسوري مرهف أبوقصرة، تعزيز التعاون العسكري والأمني، إضافة إلى الوضع في الشرق الأوسط.