– طائرات «سي
-130» هبطت في القاعدة للتأكد من صلاحية المدرج للاستخدام
– سوريا ستحتفظ بالسيادة الكاملة على المنشأة العسكرية
– تل أبيب: هذا التوجه يبعد النفوذ الروسي والإيراني عن حدودنا الشمالية
تستعد الولايات المتحدة، لتأسيس وجود عسكري لها بقاعدة جوية في دمشق، من أجل مراقبة اتفاق أمني مرتقب تتوسط فيه بين سوريا وإسرائيل، ما يُمثل مؤشراً إلى إعادة سوريا ترتيب العلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة بعد سقوط نظام بشار الأسد العام الماضي، بينما يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أحمد الشرع في البيت الأبيض يوم الإثنين، في أول زيارة من نوعها لرئيس سوري.
وأكدت 6 مصادر مطلعة على الاستعدادات في القاعدة، من بينها مسؤولان غربيان ومسؤول دفاعي سوري، لوكالة «رويترز»، أن الولايات المتحدة تخطط لاستخدام القاعدة الجوية للمساعدة في مراقبة أي اتفاق محتمل بين إسرائيل وسوريا.
وصرح مسؤول في الإدارة الأميركية، بأن بلاده «تُقيّم باستمرار وجودنا الضروري في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بشكل فعال، ونحن لا نُعلق على المواقع أو المواقع المحتملة التي تعمل فيها القوات».
ولم يتضح بعد موعد إرسال عسكريين أميركيين إلى القاعدة القريبة من أجزاء من جنوب سوريا من المتوقع أن تشكل منطقة منزوعة السلاح.
وقال مسؤول عسكري غربي إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سرّعت خططها خلال الشهرين الماضيين بمهام استطلاعية عدة أرسلتها إلى القاعدة الجوية. وخلصت هذه المهام إلى أن مدرج القاعدة الطويل جاهز للاستخدام.
وأفاد مصدران عسكريان سوريان بأن المحادثات الفنية ركزت على استخدام القاعدة للخدمات اللوجستية والمراقبة والتزود بالوقود والعمليات الإنسانية، مع احتفاظ سوريا بالسيادة الكاملة على المنشأة.
وذكر مسؤول دفاعي سوري أن الولايات المتحدة وصلت إلى القاعدة بطائرات نقل عسكرية من طراز «سي-130» للتأكد من صلاحية المدرج للاستخدام.
وقال حارس أمن عند أحد مداخل القاعدة لـ«رويترز» إن طائرات أميركية هبطت هناك في إطار «اختبارات».
ويبدو أن الخطط الأميركية الجديدة على نفس نهج وجودين عسكريين أميركيين جديدين أيضاً في المنطقة يراقبان اتفاقين لوقف الأعمال القتالية أحدهما في لبنان، والذي جرى التوصل إليه العام الماضي بين «حزب الله» وإسرائيل، والآخر في الدولة العبرية يراقب الهدنة التي توسط فيها ترامب بين حركة «حماس» وتل أبيب.
ولدى الولايات المتحدة بالفعل قوات متمركزة في شمال شرقي سوريا في إطار جهود مستمرة منذ نحو 10 أعوام لمساعدة قوة يقودها الأكراد هناك في محاربة «داعش».
وفي أبريل الماضي، أعلن البنتاغون أنه سيخفض عديد القوات هناك إلى النصف ليصل إلى ألف جندي.
وفي حين أكد الشرع أن أي وجود لقوات أميركية يجب أن يجري الاتفاق عليه مع دمشق، توقع مسؤولون أميركيون وسوريون أن تنضم دمشق قريباً إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش».
وكشف مصدر مطلع على المحادثات بشأن القاعدة، أن هذه الخطوة نوقشت خلال زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) براد كوبر لدمشق في 12 سبتمبر الماضي.
وأفاد بيان للقيادة المركزية في ذلك الوقت، بأن كوبر والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك التقيا الشرع وشكراه على مساهمته في محاربة «داعش» في سوريا، وهو ما اعتبر البيان أنه يمكن أن يساعد في تحقيق «رؤية ترامب لشرق أوسط مزدهر وسوريا مستقرة تعيش في سلام داخلياً ومع جيرانها».
ولم يرد ذكر لإسرائيل في البيان.
وتعمل الولايات المتحدة منذ شهور للتوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا، وهما خصمان منذ فترة طويلة. وكانت تأمل في إعلان اتفاق خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، لكن المحادثات تعثرت في اللحظات الأخيرة.
وقال مصدر سوري مطلع على المحادثات لـ«رويترز»، إن واشنطن تمارس ضغوطاً على سوريا للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام، وربما قبل رحلة الشرع إلى واشنطن.
ترحيب إسرائيلي
وفي القدس (الراي)، رحبت مصادر عسكرية وسياسية بالخطط الأميركية لتأسيس وجود عسكري كبير وقوي في دمشق.
واعتبرت أن هذا التوجه «مؤشر على إعادة سوريا ترتيب العلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة مما يبعد النفوذ الروسي والإيراني عن حدودنا الشمالية ويضمن الأمن في هذه المنطقة برمتها».
وكشفت محافل عسكرية أن تل أبيب «تراهن على الضغط العسكري المستمر لاستنزاف الخصم (الشرع وحزب الله وحماس) ومنع إعادة تسلّحه، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام خيارات سياسية جزئية أو وساطات إقليمية».

