في تحول مفاجئ قد يمثل إعادة كتابة حقبة جديدة في تاريخ الشركة الممتد لأكثر من 150 عاماً، أعلنت «إنفيديا» عن استثمار بقيمة مليار دولار في «نوكيا» لتطوير شرائح شبكات الجيل الخامس والسادس لأجهزة شبكات الاتصالات.
واستجاب السهم بسرعة بعد الصفقة ليرتفع بأعلى وتيرة أسبوعية منذ 2013، رغم أنه لا يزال منخفضاً مقارنة بعقد مضى، ويتداول عند عُشر ذروته فقط عام 2000 – عندما كانت «نوكيا» تهيمن على سوق الهواتف المحمولة – يرى المحللون أن سعي الشركة لتعزيز حضورها في منظومة الذكاء الاصطناعي يؤتي ثماره. وقد ساعدها استحواذ «إنفيديا» على توسيع نطاق منتجاتها الشبكية لتشمل سوق مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي سريع النمو.
ورغم أن مبلغ المليار دولار لا يقارن بالصفقات الأخرى التي أبرمتها «إنفيديا» – مثل استثمارها البالغ 100 مليار في «OpenAI»، إلا أن المحللين يرون فوائد متعددة. فهو لن يعزز رصيد «نوكيا» النقدي فحسب، بل سيعزز تقنيتها في شبكات الهاتف المحمول، ما سيحفز المزيد من الاستثمارات المستقبلية من قبل شركات الاتصالات.
وبدأت «نوكيا» الفنلدنية أعمالها قبل أكثر من قرن من الزمن بصناعة الورق ثم تطورت إلى صناعة المطاط، وتحولت إلى الهواتف في تسعينات القرن الماضي لتصبح خلال سنوات قليلة العملاق الأكبر في الصناعة بحصة سوقية تتجاوز 70 %، لدرجة أن رقمها القياسي في مبيعات الهواتف خلال عام واحد لم يتم تحطيمه إلى الآن، من أي شركة أخرى بما فيها «أبل» و«سامسونغ» و«هواوي».
لكن يبدو أن الكِبر هو الخطيئة الأعظم في تاريخ العالم. رفضت «نوكيا» التخلي عن نظام التشغيل «سيمبيان» الذي كان سبباً رئيسياً في نمو تبني هواتفها فيما بدأت شركات مثل «سامسونغ» وغيرها في الاعتماد على نظام «أندرويد» من «غوغل» في هواتفها الذكية لتتحول الرياح التي كانت داعمة لنوكيا ذات يوم إلى حجر عثرة أمام نمو أعمالها وتتزايد الأزمة مع دخول «آيفون» من «أبل» في 2008.
وحتى ان استحواذ «مايكروسوفت» على «نوكيا» لم يشفع لها، وفشل نظام «ويندوز موبايل» في المنافسة أمام «أندرويد» و«iOS».


