أكد اتحاد مصارف الكويت التزام القطاع المصرفي الكويتي بمواصلة جهوده في تعزيز منظومة الأمن السيبراني وحماية البنية التحتية الرقمية، وذلك خلال مشاركة الاتحاد في المؤتمر والمعرض الخليجي السادس لتحديات الأمن السيبراني، الذي أقيم يومي 4 و5 نوفمبر الجاري برعاية النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، ممثلاً بالعميد أنور اليتامى، ومشاركة استراتيجية من المجلس الوطني للأمن السيبراني ممثلاً برئيسته المهندسة عبير العوضي، وحضور ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي ونخبة من الخبراء وصناع القرار في مجال أمن المعلومات بالمنطقة.
وأعرب الأمين العام لاتحاد مصارف الكويت، د. يعقوب الرفاعي في كلمته بالمؤتمر، عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الإقليمي المهم، مشيداً باهتمام القيادة الكويتية بأمن المعلومات وحماية البنية الرقمية وسط التحديات المتسارعة التي تواجهها المنطقة والعالم.
وقال الرفاعي إن القطاع المصرفي أحد أكثر القطاعات استهدافاً للهجمات الإلكترونية نظراً إلى طبيعة بياناته الحساسة، مؤكداً أن المصارف الكويتية أثبتت ريادتها في هذا المجال عبر استثمارات استراتيجية متقدمة أسهمت في بناء منظومة أمنية متكاملة تعتمد على أنظمة حماية حديثة وسياسات صارمة لإدارة المخاطر السيبرانية، إلى جانب توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات للكشف المبكر عن التهديدات والاستجابة السريعة لها.
وأشار إلى أن اتحاد مصارف الكويت، يعمل ضمن توجيهات وبالتعاون الوثيق مع بنك الكويت المركزي، لتنفيذ خطط استراتيجية شاملة تهدف إلى رفع مستوى الجاهزية والتصدي الفعال للتهديدات السيبرانية، من أبرزها منصة «أمان» الإلكترونية التي تُعد مبادرة وطنية تجمع جهود القطاع المصرفي والجهات الرسمية، بما في ذلك وزارة الداخلية والنيابة العامة، للتصدي لمحاولات الاحتيال المالي وتعزيز ثقة العملاء.
كما استعرض الرفاعي جهود الاتحاد والبنوك الكويتية، في حملة «لنكن على دراية»، التي تُنفذ بتوجيهات من بنك الكويت المركزي بهدف نشر الوعي المجتمعي بمخاطر الاحتيال المالي وأساليب الوقاية منه، تعزيزاً للحماية الرقمية في المجتمع.
واختتم الرفاعي كلمته بتأكيده أهمية هذا المؤتمر باعتباره منصة لتبادل الخبرات واستكشاف الحلول المبتكرة، مجدداً التزام اتحاد مصارف الكويت بالتعاون مع كل الجهات المعنية لبناء بيئة رقمية آمنة ومستقرة تعزز الثقة في النظام المالي وتدعم مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة في دولة الكويت والمنطقة.
وشارك الاتحاد في جلستين نقاشيتين ضمن فعاليات المؤتمر حملت الأولى عنوان «تحديات الأمن السيبراني في الجرائم الإلكترونية»
شاركت فيها مجموعة من القيادات والخبراء في مجال مكافحة الاحتيال من البنوك الكويتية بهدف تسليط الضوء على أبرز التحديات المتزايدة في مجال الاحتيال الإلكتروني وسبل تطوير منظومة الحماية في القطاع المصرفي، وترأسها أحمد الزمامي، المدير التنفيذي لمخاطر الاحتيال في بيت التمويل الكويتي.
وشارك في الجلسة كل من محمد الصرّاف مدير مكافحة الاحتيال في بنك الكويت الدولي (KIB)، وهنوف المسلماني المدير التنفيذي لإدارة عمليات البطاقات في بنك بوبيان، ونور الباقر مدير مراقبة الاحتيال واسترجاع المبالغ في بنك برقان، وحسين الصرّاف مدير أول البطاقات والتجّار في البنك التجاري الكويتي.
وتناول المتحدثون أحدث أساليب الاحتيال الإلكتروني والتحديات المرتبطة بها، إضافة إلى أهمية تعزيز التعاون بين البنوك وتطوير أدوات الرصد والوقاية لمواجهة التهديدات المتنامية في المشهد السيبراني، ومع تسارع التحوّل الرقمي في القطاع البنكي، تتزايد أساليب الاحتيال الإلكتروني مستغلة القنوات الرقمية وتطبيقات الموبايل، ما يفرض على البنوك تعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل السلوكي لرصد التهديدات مبكراً.
كما تطرّقت الجلسة إلى الاحتيال الداخلي وآليات منعه والإبلاغ عنه، مع شرح تفصيلي لمفهوم مثلث الاحتيال الذي يقوم على ثلاثة عناصر: الضغط، الفرصة، والتبرير، وأهمية الحدّ من هذه العوامل عبر رقابة داخلية فعّالة.
وشدّد المتحدثون كذلك على أن التعاون بين البنوك المحلية ووزارة الداخلية بتوجيهات من بنك الكويت المركزي، وتبادل المعلومات بشكل آمن، يشكّل خط الدفاع المشترك في مواجهة المخاطر، في ظل ضرورة الموازنة بين الأنظمة الآلية والتقييم البشري لتعزيز فعالية مكافحة الاحتيال.
أما الجلسة الثانية، التي شارك فيها اتحاد مصارف الكويت خلال فعاليات المؤتمر، فقد حملت عنوان «تعزيز الأمن السيبراني في القطاع المالي والمصرفي»، وهدفت إلى رفع مستوى الوعي بالمشهد المتسارع للتحديات السيبرانية، مع التأكيد على أهمية تبنّي ممارسات التطوير الآمن، وتعزيز اليقظة في سلاسل التوريد، والاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في مجالات استخبارات التهديدات.
ودعا المتحدثون المشاركون إلى ترسيخ مفهوم أن الأمن السيبراني مسؤولية مشتركة تتكامل في جميع مراحل التحول الرقمي.
وترأس الجلسة داوود بهبهاني مساعد مدير عام إدارة أمن المعلومات والخصوصية ومكافحة الاحتيال في بنك الكويت الدولي (KIB)، وشارك فيها كل من علي العنزي خبير هندسة أمن المعلومات في بنك الكويت الوطني، وخالد شيخ رئيس أمن المعلومات في إدارة المخاطر بالبنك الأهلي الكويتي، وناصر القديري مدير تنفيذي في إدارة المخاطر في بيت التمويل الكويتي.
واختُتمت المناقشات بالتأكيد على أن بناء مستقبل رقمي أكثر أمناً يبدأ بالوعي والتعاون وتبنّي عقلية استباقية تجاه الأمن السيبراني.

إبراهيم عبداللطيف في صورة جماعية مع العميد أنور اليتامى وم. عبير العوضي ويعقوب الرفاعي ود. صالح الخروصي خلال افتتاح أعمال المؤتمر
«المتحدة للمرافق» راعٍ استراتيجي ل «الخليجي السيبراني»
في إطار دورها المحوري في دعم الجهود الوطنية الرامية إلى ترسيخ بيئة رقمية آمنة، وتعزيز جاهزية البنية التحتية الحيوية لمواجهة التهديدات السيبرانية المتسارعة، شاركت الشركة المتحدة لإدارة المرافق (UFM) كراعٍ رسمي واستراتيجي للمؤتمر والمعرض الخليجي السادس لتحديات الأمن السيبراني، الذي استضافته الكويت خلال الفترة من 2 إلى 5 نوفمبر 2025، برعاية النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي تحت شعار «بيئة رقمية آمنة».
وخلال حفل الافتتاح، ألقى الرئيس التنفيذي بالإنابة في الشركة المتحدة لإدارة المرافق (UFM) إبراهيم عبداللطيف كلمة أكد فيها اعتزاز الشركة بالمشاركة في هذا الحدث الخليجي المهم، قائلاً: «يسعدني ويشرّفني، بالأصالة عن نفسي ونيابة عن الشركة المتحدة لإدارة المرافق، إحدى الشركات الرائدة في قطاع إدارة المرافق، والتابعة لشركة مشاريع الكويت القابضة (كيبكو)، أن أرحب بكم جميعاً في المؤتمر والمعرض الخليجي السادس لتحديات الأمن السيبراني».
وأوضح عبداللطيف أن «مشاركة الشركة المتحدة لإدارة المرافق في هذا المؤتمر، كراعٍ رئيسي واستراتيجي، تأتي انطلاقا من قناعتنا الراسخة بأن الأمن السيبراني لم يعد ترفا تقنيا، بل أصبح ضرورة وجودية لحماية المؤسسات والبيانات وضمان استمرارية الأعمال في عالم تتسارع به التحولات الرقمية».
وأشار إلى أن «الأمن السيبراني أصبح اليوم ضرورة وطنية واستثماراً استراتيجياً لحماية مقدراتنا وضمان استدامة أعمالنا في ظل التحول الرقمي المتسارع، ومع توسع الاعتماد على الأنظمة الذكية والبيانات تتأكد معه الحاجة إلى أمن سيبراني متين يصون الثقة ويضمن استمرارية الأعمال بكفاءة واستقرار».
وأكد أن الشركة المتحدة لإدارة المرافق تفخر بدمج مفاهيم الأمن السيبراني في جميع عملياتها، وتبني أحدث حلول الحماية الرقمية، كما أولت العنصر البشري أولوية قصوى من خلال برامج تدريب وتوعية متخصصة، لترسيخ ثقافة الأمن السيبراني كسلوك مؤسسي دائم، انطلاقا من الإيمان بأن «الوعي هو خط الدفاع الأول».
