احتشد آلاف الأشخاص، اليوم السبت، في ضريح الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت لإحياء الذكرى الأولى لوفاته في غارة إسرائيلية استهدفت مقرًا له تحت الأرض، بعد أكثر من ثلاثة عقود على قيادته للحركة.
وتدفقت حشود ضخمة من المناصرين، غالبيتهم يرتدون ملابس سوداء، إلى محيط الضريح الواقع في منطقة الضاحية، حاملين صور نصر الله وأعلام حزب الله ولبنان وفلسطين.
وانطلقت الفعالية بهتافات «لبيك يا نصر الله» قبل أداء صلاة جماعية.
وكان نصر الله قد قُتل في 27 سبتمبر 2024 إثر هجوم مكثف بقنابل خارقة للتحصينات استهدف مقرًا تحت الأرض في ضواحي بيروت، يُعتقد أنه كان يقع في الطابق 12 تحت الأرض، حيث كان يعقد اجتماعًا مع قادة إيرانيين وآخرين من الحركة الشيعية.
وقالت إحدى المشاركات في حديث لـ (إفي)، مشترطة عدم ذكر اسمها «بالنسبة إليّ، رغم اختلاف السياقات والانتماءات، لا يزال يمثّل قوة فريدة قادرة على توحيد الناس حول هدف مشترك وبوصلة سياسية أخلاقية نحو طريق واضح».
وأشارت إلى أن نصر الله نجح في «توحيد» شرائح مختلفة ليس فقط في لبنان، بل «على المستوى الإقليمي وأحيانًا الدولي».
وشهدت المراسم حضور أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، ممثلاً عن طهران، إضافة إلى وفود من اليمن ودول أخرى مؤيدة لحزب الله.
ومن المقرر أن يلقي خليفة نصر الله، نعيم قاسم، كلمة خلال الفعالية الرئيسية، بينما دُعي إلى إقامة وقفات في مختلف المناطق اللبنانية في الساعة نفسها التي قضى فيها، 18:21 بالتوقيت المحلي (15:21 بتوقيت جرينتش).
وبالتوازي مع التجمع في الضريح، نظّم الحزب فعاليات أخرى في جنوب لبنان وسهل البقاع، وهما أبرز معاقله.
وبهذه المناسبة، أصدر الرئيس اللبناني، جوزيف عون، بيانًا دعا فيه إلى الوحدة الوطنية، مؤكداً أن مواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد تتطلب «تضامنًا وطنيًا شاملًا».
وأضاف البيان أن الرئيس يأمل بأن تكون هذه الذكرى «فرصة لتعزيز القناعة بأن لبنان لا يمكن إنقاذه إلا من خلال دولة واحدة وجيش واحد ومؤسسات دستورية تحمي السيادة».
ويأتي ذلك فيما أطلق حزب الله هذا الأسبوع سلسلة فعاليات لإحياء ذكرى نصر الله وقادة آخرين قُتلوا خلال الحرب مع إسرائيل، وشملت الخميس عرضًا بصريًا مثيرًا للجدل أدى إلى إجراءات عقابية من السلطات.
وتتزامن المناسبة مع مبادرة حكومية لنزع سلاح الحزب، وهو ما يرفضه الأخير ما دامت الهجمات الإسرائيلية مستمرة، وما دام الجيش الإسرائيلي ينتشر في خمس مناطق داخل الأراضي اللبنانية.