مع استمرار التوتر في منطقة الكاريبي، في ظل الإجراءات المثيرة للجدل التي تتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في إطار ما تطلق عليه «حرباً على المخدرات»، حذر خبراء في الأمم المتحدة، اليوم، من أن العمل السري الذي تقوم به الولايات المتحدة وتهديداتها باستخدام القوة المسلحة ضد كراكاس هما «انتهاك لسيادة فنزويلا وميثاق الأمم المتحدة».
وقال ثلاثة خبراء مستقلين في مجال حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في بيان، إن «هذه الإجراءات تنتهك أيضا الالتزامات الدولية الأساسية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية أو التهديد باستخدام القوة المسلحة ضد دولة أخرى»، محذرين من أن «هذه التحركات تمثل تصعيدا خطيرا جدا، ولها تبعات وخيمة على السلام والأمن في منطقة الكاريبي».
جاء ذلك، فيما فتح ترامب جبهة جديدة، بشنه هجوماً لاذعاً ضد رئيس كولومبيا اليساري غوستافو بيترو، ووصفه بأنه «تاجر مخدرات غير قانوني»، ملوحاً باستخدام القوة ضد ما اسماه «مزارع المخدرات» في كولومبيا، وإعلانه وقف كل أشكال المساعدات لبوغوتا، رداً على اتهام بيترو لواشنطن بقتل صياد كولومبي وانتهاك المجال البحري لبلاده.
وأدان تحالف «ألبا-تي سي بي»، الذي يضم أنتيغوا وبربودا وبوليفيا وكوبا ودومينيكا وغرينادا ونيكاراغوا وسانت كيتس ونيفيس وسانت فنسنت وجزر غرينادين وسانت لوشيا وفنزويلا، تصريحات ترامب، متهما إياه بشن «هجمات وتهديدات» ضد سيادة كولومبيا ورئيسها.
وأجرى الرئيس الكولومبي ليل الاثنين ـ الثلاثاء محادثة «طويلة وصريحة وبناءة» مع رئيس البعثة والقائم بأعمال السفارة الأميركية في بوغوتا، حول الأزمة الدبلوماسية بين البلدين بعد أن استدعت كولومبيا سفيرها من واشنطن احتجاجا على تهديدات ترامب.
ونشرت الولايات المتحدة سفنا حربية في الكاريبي قبالة سواحل فنزويلا منذ أغسطس، وهاجمت بالمجمل مراكب قالت إنها متورطة في تهريب المخدرات. وأسفرت الضربات عن مقتل 32 شخصا، وأثارت ردود فعل غاضبة من عدد من قادة بلدان أميركا الجنوبية.