عشية اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، سرّبت أوساط عبرية ملامح خطة طرحها الأول لإنهاء حرب غزة تشجع الفلسطينيين على البقاء في القطاع المنكوب، وتنصّ على إنشاء مسار لدولة فلسطينية مستقبلية دون أن تتعهد واشنطن صراحة بقبولها.
ووفقاً لنسخة من الخطة نشرتها «تايمز أوف إسرائيل»، أمس، فإن وثيقة ترامب مكونة من 21 نقطة، وقد شاركها مع ممثلي عدد من الدول العربية والإسلامية الأسبوع الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وبحسب التسريب الذي يأتي وسط أحاديث عن تكثيف الضغوط الأميركية لوقف القتال، تتضمن الخطة بنوداً أساسية في مقترحات مختلفة صاغها أصحاب المصلحة المختلفون في الأشهر الأخيرة، من إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، إلى إزاحة «حماس» عن السلطة.
وتتضمن المبادئ الـ21: 1 – أن تكون غزة منطقة خالية من التطرف والإرهاب، ولا تُشكل تهديداً لجيرانها.
2 – إعادة تطوير غزة لمصلحة شعبها.
3 – في حال موافقة الطرفين على المقترح، فستنتهي الحرب فوراً، مع وقف القوات الإسرائيلية جميع عملياتها، وانسحابها تدريجياً.
4 – في غضون 48 ساعة من قبول إسرائيل العلني للاتفاق، ستتم إعادة جميع الرهائن الأحياء والأموات.
5 – بمجرد إعادة المحتجزين، ستفرج إسرائيل عن مئات السجناء الفلسطينيين الذين يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، وأكثر من 1000 غزاوي اعتُقلوا منذ بداية الحرب، بالإضافة إلى جثث مئات الفلسطينيين.
6 – بمجرد إعادة الأسرى، سيُمنح أعضاء «حماس» الملتزمون بالتعايش السلمي عفواً، بينما سيُمنح الأعضاء الراغبون في مغادرة القطاع ممراً آمناً إلى الدول المستقبِلة.
7 – بمجرد التوصل للاتفاق، ستتدفق المساعدات للقطاع بمعدلات لا تقل عن المعايير المحددة في اتفاق الرهائن في يناير 2025، ودخول معدات إزالة الأنقاض.
8 – سيتم توزيع المساعدات من قِبل الأمم المتحدة ومنظمات دولية غير مرتبطة بإسرائيل أو «حماس».
9 – سيدار القطاع من قِبل لجنة انتقالية مؤقتة من التكنوقراط الفلسطينيين. وستُشرف على اللجنة هيئة دولية جديدة تُنشئها الولايات المتحدة بالتشاور مع شركاء عرب وأوروبيين. وستُنشئ اللجنة إطاراً لتمويل إعادة تنمية غزة إلى حين انتهاء السلطة الفلسطينية من برنامجها الإصلاحي.
10 – سيتم وضع خطة اقتصادية لإعادة الإعمار وخلق فرص العمل.
11 – سيتم إنشاء منطقة اقتصادية.
12 – لن يُجبر أحد على مغادرة غزة، بل سيُسمح لمن يختار المغادرة بالعودة. علاوة على ذلك، سيتم تشجيع السكان على البقاء وستُتاح لهم فرصة بناء مستقبل أفضل.
13 – لن يكون لـ «حماس» أي دور في الحكم. وسيكون هناك التزام بتدمير ووقف بناء أي بنية تحتية عسكرية هجومية. وسيلتزم قادة غزة الجدد بالتعايش السلمي مع جيرانهم.
14 – سيقدم الشركاء الإقليميون ضمانات أمنية لضمان امتثال «حماس» والفصائل الأخرى لالتزاماتها، وأن غزة لم تعد تُشكل تهديداً لإسرائيل.
15 – ستعمل الولايات المتحدة مع الشركاء العرب والدوليين الآخرين على إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة، تُنشر فوراً في القطاع. وستُنشئ هذه القوة وتُدرّب قوة شرطة فلسطينية داخلية على المدى الطويل.
16 – لن تحتل إسرائيل غزة، أو تضمها، وسيُسلم الجيش الإسرائيلي تدريجياً الأراضي التي يحتلها حالياً، مع ترسيخ قوات الأمن البديلة سيطرتها.
17 – إذا أجّلت «حماس» الاقتراح أو رفضته، فسيتم تطبيق النقاط المذكورة أعلاه في المناطق الخالية من القتال، والتي سيُسلّمها الجيش الإسرائيلي تدريجياً إلى قوة الاستقرار الدولية.
18 – توافق إسرائيل على عدم شنّ هجمات مستقبلية على قطر. وتُقرّ الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بأهمية وساطة الدوحة بالصراع. 19 – ستُرسى عمليةٌ لنزع التطرف من السكان وتغيير العقليات والروايات في إسرائيل وغزة.
20 – عندما تُحرز إعادة التنمية تقدماً ويُنفَّذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية، قد تتهيأ الظروف لمسارٍ موثوقٍ نحو الدولة الفلسطينية. وهو ما يُعتَرَف به على أنه طموحٍ للشعب الفلسطيني. 21 – ستُرسي الولايات المتحدة حواراً بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسي للتعايش.
اقتراب ولحظة
وفي وقت يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي لضغوط داخل ائتلافه الحاكم تطالبه بمواصلة القتال لسحق «حماس» وضغوط خارجية لوقف الكارثة الإنسانية التي تهدد بزعزعة المنطقة برمتها، صرح نتنياهو بأن حرب غزة «تقترب من نهايتها»، مضيفاً أنه «لايزال هناك عمل يجب القيام به». وتابع: «نحن نقترب من النهاية، إعادة رهائننا إلى الوطن، وهزيمة أعدائنا، وبناء السلام مع جيراننا، والسيف في أيدينا. هذا ما نفعله الآن».
في المقابل، دافع القيادي في «حماس» غازي حمد عن هجوم «طوفان الأقصى»، معتبراً أن هجوم الحركة الذي شنته في السابع من أكتوبر 2023 واشعل فتيل الحرب الحالية «كان لحظة ذهبية في تاريخ القضية الفلسطينية».
وقال حمد في تصريحات لـ«سي إن إن»: «أعلم أن الثمن باهظ جداً ولكن ما الخيار البديل!».
وأكد حمد أنه «إذا أُقيمت دولة فلسطينية فسيتم تسليم سلاح حماس إلى الجيش الفلسطيني»، لكنه لفت إلى أنه «لا يُمكن استبعاد حماس من القضايا الفلسطينية ولن نستسلم أبداً».
وبينما تعارض تصريحات حمد صراحة عدة بنود بخطة ترامب، نقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن مصادر أن «حماس» وافقت «من حيث المبدأ» على الوثيقة الأميركية، لافتة إلى أن قطر أدت دوراً في دفعها للموافقة في ظل سعي الرئيس الأميركي لإقناع نتنياهو بقبولها خلال لقاء الغد.
من جهة ثانية، اعتبر القيادي في «حماس» طاهر النونو أن توجيه نتنياهو جيشه لبث خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر مكبرات صوت لسكان غزة بأنه «يعكس سادية» رئيس الوزراء الذي هاجم القادة الذين اعترفوا بدولة فلسطين مؤكداً رفضه لإقامتها.
أنور قرقاش: لقاء وزير الخارجية الإماراتي برئيس الوزراء الإسرائيلي في نيويورك خطوة شجاعة لإنهاء مأساة غزة
اللقاء الإماراتي
إلى ذلك، أشارت وزارة الخارجية الإماراتية إلى أن الوزير عبدالله بن زايد آل نهيان، أكد خلال لقائه نتنياهو، على هامش مشاركتهما بالجمعية العامة للأمم المتحدة، ضرورة إنهاء الحرب، فيما وصف المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش الاجتماع بالخطوة الشجاعة لدعم الجهود الدولية لإنهاء مأساة غزة كما كان موقف الإمارات حاسماً في إغلاق ملف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية.