«طالبان» تحذّر باكستان من مصير موسكو وواشنطن



حمّلت حكومة طالبان الأفغانية، اليوم، باكستان مسؤولية انهيار محادثات السلام التي استضافتها تركيا، في مسعى للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين الجانبين. ورغم تأكيد المتحدث باسم الحكومة، ذبيح الله مجاهد، أن الهدنة المعلنة منذ الشهر الماضي «ستصمد»، فإن وزيراً أفغانياً بارزاً وجّه تحذيراً شديد اللهجة إلى إسلام آباد من «مواجهة مباشرة» إذا واصلت تهديداتها.

وجاءت التصريحات غداة جولة ثانية من المفاوضات في إسطنبول، الخميس، سعت لتثبيت الهدنة التي أُبرمت في 19 أكتوبر بوساطة قطرية، بعد أعنف اشتباكات حدودية بين البلدين منذ عودة طالبان إلى السلطة في كابول صيف 2021. وتفجّرت الأزمة وسط اتهامات باكستانية للحركة بالتغاضي عن تسلل مقاتلي «طالبان – باكستان» إلى أراضيها لتنفيذ هجمات ضد الجيش، بل «العمل بالوكالة لمصلحة الهند»، في ظل تقارب غير متوقّع بين كابول ونيودلهي التي كانت من أبرز داعمي الحكومات السابقة المناهضة لطالبان خلال الوجود الأميركي، لكن الحركة تنفي تلك الاتهامات، وتتهم بدورها أجهزة الاستخبارات الباكستانية بالتواطؤ مع تنظيم «داعش» لزعزعة استقرار حكمها.

وقال ذبيح الله مجاهد إنه خلال المناقشات في اسطنبول «حاول الجانب الباكستاني إلقاء مسؤولية أمنه بالكامل على عاتق الحكومة الأفغانية، بينما لم يبد أي استعداد لتحمل أي مسؤولية عن أمن أفغانستان أو أمنه».

وأضاف ان «الموقف غير المسؤول وغير المتعاون للوفد الباكستاني لم يفض إلى أي نتيجة، رغم النوايا الطيبة لإمارة أفغانستان الإسلامية وجهود الوسطاء».

وفي مؤتمر صحافي، أكد مجاهد إن الهدنة «ستصمد»، وأوضح: «لا مشكلة مع وقف إطلاق النار الذي اتُفق عليه سابقا مع باكستان، سيصمد». 

وأضاف: «نشكر البلدين الصديقين قطر وتركيا، لكننا لا نرى ما يمكن القيام به بشكل إضافي حاليا». وتبادل الطرفان المسؤولية عن خرق للهدنة مساء الخميس أسفر عن مقتل 5 أشخاص هم 4 نساء ورجل في مدينة سبين بولدك، وهي مدينة أفغانية متاخمة للحدود.

من ناحيته، حذر وزير الحدود والشؤون القبلية الأفغاني نور الله نوري باكستان من اختبار صبر أفغانستان، وحث على ضبط النفس وإجراء حوار بعد انهيار محادثات السلام بين الجانبين.

ونقلت وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء عن نوري تحذيراً مباشراً لوزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف من الاستهانة بالعزيمة الأفغانية أو الاعتماد على التفوق العسكري، مضيفاً ان باكستان «يتعين أن تتعلم» من مصير الولايات المتحدة وروسيا في أفغانستان، في اشارة الى تمكن المقاتلين الأفغان من طرد الاتحاد السوفياتي في أواخر ثمانينيات القرن المنصرم، والجيش الأميركي في 2021.

وجاءت تصريحاته في أعقاب تحذير سابق لخواجة آصف من أن إسلام آباد يمكن أن تنخرط في صراع مفتوح، إذا فشلت كابول في كبح جماح الهجمات عبر الحدود من قبل حركة «طالبان – باكستان».

وتمثل تلك التصريحات واحدة من أكثر التصريحات شديدة اللهجة بين الجارتين حتى الآن، مما يسلط الضوء على التدهور السريع للعلاقات في أعقاب انهيار محادثات السلام في اسطنبول.

وكان وزير الإعلام الباكستاني عطاالله ترار قال إن المسؤولية تقع على عاتق كابول للوفاء بتعهداتها بمحاربة الإرهاب «وهو ما فشلت فيه حتى الآن». وأكد «ستواصل باكستان ممارسة كل الخيارات الضرورية لحماية أمن شعبها وسيادتها».



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *