أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي، أن السلام والتنمية وجهان لعملة واحدة لاينفصلان، ودول مجلس التعاون دول تؤمن بالسلام من خلال الحوار والدبلوماسية، وتعتبر رابع أكبر مانح للأعمال الإغاثية والإنسانية عالمياً، وأن غياب التنمية يجعل السلام هشّاً وعابراً، بينما غياب السلام يجعل التنمية هدفاً مستحيلاً.
جاء ذلك خلال كلمته، في منتدى الدوحة لفعالية السلام والتنمية «مسار مشترك نحو الاستقرار»، اليوم الجمعة، وذلك على هامش مشاركة معاليه في اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في الولايات المتحدة الأمريكية نيويورك.
وأشاد البديوي بجهود دولة قطر في تنظيم هذه الجلسة ضمن منتدى الدوحة، والذي يعكس إلتزام دولة قطر الراسخ بالحوار والتعددية والانخراط الإنساني، مثمناً معاليه جهود سعادة الوزيرة مريم المسند، وزيرة الدولة للتعاون الدولي وفريقها في إنجاح هذا الحوار القيم.
وأوضح، أن دول مجلس التعاون كانت –وما زالت– في طليعة العمل الإنساني وإعادة الإعمار، حيث قدّمت دول المجلس بين عامي 2020 و2025 ما يقارب 14 مليار دولار كمساعدات إنسانية رسمية، لتصبح رابع أكبر مانح إنساني عالمياً، والأول من دول الجنوب العالمي الذي يواصل التواجد ضمن أكبر خمسة مانحين في العالم، بحسب بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) لعام 2024م، فقد بلغت إجمالي مساهمات دول المجلس 3.04 مليار دولار، توزعت على النحو التالي، دولة الإمارات العربية المتحدة: 1.239 مليار دولار، والمملكة العربية السعودية: 1.233 مليار دولار، ودولة قطر: 511 مليون دولار، ودولة الكويت: 55 مليون دولار، وسلطنة عُمان: 1.2 مليون دولار.
كما استعرض عدد من المراكز والمؤتمرات والمساعدات التي قدمتها دول المجلس ومنها، تقديم مركز الملك سلمان للإغاثة 25 مليون دولار لبرنامج الأغذية العالمي لدعم الفئات الأكثر ضعفاً في اليمن، تقديم دولة الإمارات 828 مليون دولار كمساعدات إنسانية لقطاع غزة، واستضافة دولة الكويت مؤتمر إعادة إعمار العراق عام 2018م حيث تعهدت دول المجلس بمليارات الدولارات لدعم إعادة البناء، بالإضافة إلى الدعم المتواصل للشعب الفلسطيني عبر القنوات الرسمية والمنظمات الإنسانية.
وأكد أن دول مجلس التعاون لا تكتفي بالمساعدات الإنسانية، بل تلعب دوراً محورياً في الوساطة والدبلوماسية الوقائية، حيث أسهمت في جهود حل الأزمات والتقريب بين الأطراف، مثل الوساطات في أزمة روسيا – أوكرانيا، وجهود قطر في تثبيت التهدئة بغزة، ودور سلطنة عُمان في تسهيل الحوار الأميركي – الإيراني، وجهود المملكة العربية السعودية عبر منصة جدة لحل النزاع في السودان، إضافة إلى العمل على إعادة دمج سوريا في محيطها العربي والدولي.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن التحديات الراهنة من نزاعات مسلحة وأزمات إنسانية وفجوات تنموية وتغير مناخي عابرة للحدود ولا يمكن التعامل معها إلا عبر التعاون المتعدد الأطراف، مشدداً على أن دول مجلس التعاون تطمح أن تكون اليوم كما كانت تاريخياً ملتقى للتجارة والثقافة وجسراً للحوار، ومنصة للحلول العملية التي تخدم الإنسانية جمعاء.