– كل المصادر مجتمعة ترسم صورة لاتفاق هش… فرص نجاحه تعتمد على ضغط ترامب المباشر على نتنياهو ومنعه من المماطلة
– الأسابيع المقبلة حاسمة لنتنياهو… إما أن تؤدي الخطة إلى إنهاء الحرب وإجراء انتخابات مبكرة في 2026 وأما الحرب والخراب للجانبين
– المزاج السائد في إسرائيل وحتى بين اليمين والقاعدة يميل إلى إنهاء الصراع أكثر من استمراره
أجمع محللون عسكريون وسياسيون، على «أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة وضعت الحكومة الإسرائيلية أمام مفترق طرق حاسم، حيث تتفاعل عوامل عدة قد تحدد مصير كل من الحرب والائتلاف الحاكم في تل أبيب».
وقال المحللون إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «وجد نفسه في موقف بالغ التعقيد، فمن ناحية وافق على الخطة الأميركية – الإسرائيلية التي تتيح له تحقيق مكاسب سياسية، لكنه يدرك أن تنفيذها قد يكلفه حكومته».
وأشارت تقارير في صحيفة «معاريف» إلى أن نتنياهو «يدرك المأزق: فالمصادقة على الاتفاق في التشكيلة الحكومية الحالية، بحضور إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، ليست بالأمر الهيّن».
وفي تحليل لموازين القوى: يبدو أن نتنياهو يعتمد على ركائز عدة لتمرير الصفقة، حيث قالت مصادر في «معاريف» إن «المزاج السائد اليوم، حتى بين اليمين والقاعدة، يميل إلى إنهاء الحرب أكثر من استمرارها». كما أن موقف بيني غانتس الداعم للخطة يمنح نتنياهو غطاءً إضافياً.
وأبرزت التحليلات: أن احتمالات نجاح الخطة ترتبط بشكل كبير بموقف «حماس»، حيث أشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن «أهم حقيقة عملية برزت من حفل البيت الأبيض هي أن حماس لم تقبل بعدُ الاتفاق». وهذا ما يخلق حالة من الترقب وعدم اليقين.
وحول احتمالات سقوط الحكومة، رأى كتّاب في «هآرتس» أن «التنازلات المطلوبة بموجب الخطة قد تُكلف نتنياهو حكومته». لكن بعض المحللين يرون أن نتنياهو قد يتمكن من تجاوز الأزمة إذا قدم الصفقة كإنجاز يحقق عودة الرهائن وينهي العزلة الدولية.
وفي ما يخص احتمالات وقف الحرب، يرى مراقبون أن الخطة تمثل أفضل فرصة متاحة لإنهاء الصراع، خصوصاً مع الضغوط الأميركية والدولية.
وأكدت المصادر أن عائلات المختطفين تشكل عاملاً ضاغطاً مهماً، حيث كتبت هذه العائلات إلى دونالد ترامب «نطلب منك الصمود في وجه أي محاولة لتخريب الصفقة»، وفق ما نقلت «هآرتس».
وخلص التحليل إلى أن «الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاهات إسرائيل، فإما أن تؤدي الخطة إلى إنهاء الحرب وإجراء انتخابات مبكرة في 2026، كما توقع بعض المحللين، وإما أن تفتح الباب أمام جولة جديدة من الصراع إذا فشلت الصفقة».
وكتبت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها: «لا ينبغي لترامب أن يفترض أن موافقة نتنياهو ثابتة»، مشيرة إلى أن التنازلات المطلوبة من إسرائيل بموجب الخطة قد تُكلف نتنياهو حكومته. وأضافت أن تاريخ نتنياهو في «الضغط والابتزاز» السياسي معروف، ما يثير مخاوف جدية من أن ينسف الصفقة كما فعل في السابق.
وأكدت «معاريف» في تحليلها أن نتنياهو يدرك هذا المأزق تماماً، لكنه يعتمد على عاملين رئيسيين: الأول أن المزاج الشعبي والإسرائيلي يميل لإنهاء الحرب، والثاني أن اليمين المتشدد في ائتلافه ليس في عجلة للانفصال لأنه يقدّر أن حماس سترفض الخطة أساساً.
ونقلت «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن «الهجوم الإسرائيلي الفاشل على قطر كان بمثابة نقطة تحول دفعت ترامب للتقدم بخطته بشكل حاسم، حيث أدرك أن نتنياهو قد يكون عائقاً أمام الاتفاق».
وكتب رون بن يشاي في «يديعوت أحرونوت» أن ترامب سهل على نتنياهو تمرير الصفقة بذكره لأهداف الحرب الإسرائيلية في الخطاب نفسه، ما يمنح نتنياهو غطاءً سياسياً داخلياً. كما أشار إلى أن تفاصيل التنفيذ ستكون الميدان الحقيقي للصراع، وليس المبادئ العامة.
أما تسفي برئيل في «هآرتس» فحلل الجانب العملياتي للخطة، مشيراً إلى أنها تشبه «لافتة مقاول» تنتظر التنفيذ.
ورأى أن ميزة الخطة الرئيسية لإسرائيل هي تقليص مسؤوليتها المباشرة عما سيحدث في غزة ونقلها إلى قوات دولية، بينما عيبها هو الاعتماد على قوات أجنبية لأمنها.
وأفادت تقارير لموقع «أكسيوس» بأن إدارة ترامب تعتبر الاعتذار الإسرائيلي لقطر «انتكاسة لنتنياهو ونصراً للدبلوماسية الأميركية، ما أعطى ترامب نفوذاً أكبر في دفع الصفقة».
وفي تحليل لـ «التايمز أوف إسرائيل»، نُقل عن مسودة الخطة أن السلطة الفلسطينية ستكون شريكاً هامشياً في أفضل الأحوال، وهو ما يعكس نجاحاً لرواية نتنياهو وترامب معا، لكنه يخلق عقبة جديدة أمام قبول حماس.
هذه المصادر مجتمعة ترسم صورة لاتفاق هش، فرص نجاحه تعتمد على ضغط ترامب المباشر على نتنياهو ومنعه من المماطلة:
– قدرة نتنياهو على استغلال الرغبة الشعبية الإسرائيلية في إنهاء الحرب واختطاف حزب «الليكود» منه.
– تقدير حماس للمكاسب السياسية التي قد تحققها من قبول الخطة مقابل المخاطر الكبيرة.
– الخطة تمثل أفضل فرصة حالية لوقف الحرب، لكن احتمالات الانهيار عالية بسبب تعقيدات السياسة الإسرائيلية واشتراط موافقة حماس، ما يبقي المنطقة على حافة الهاوية.