– محمد بن عبدالرحمن: الخطة لا تزال في مراحلها الأولى وتحتاج إلى تطوير وتوضيح
– نتنياهو: الجيش سيبقى في معظم أنحاء غزة… ولم أوافق على إقامة دولة فلسطينية
فيما أكدت «حماس» انفتاحها للنظر في كل مقترحات الحل حول وقف الحرب في غزة، توعّدها دونالد ترامب، بمصير قاتم إذا لم تقبل خطته التي تنص على نزع سلاحها، بينما صرّح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أيد خطة الرئيس الأميركي، بأن الجيش الإسرائيلي سيبقى في معظم أنحاء القطاع المنكوب.
وقال ترامب، للصحافيين في البيت الأبيض، «سنمنح نحو ثلاثة أو أربعة أيام. كل الدول العربية موافقة، والدول الإسلامية موافقة وإسرائيل موافقة. لا ننتظر سوى حماس. وحماس قد تقبل وقد لا تقبل. وإذا لم تقبل، فإن الأمر سينتهي في شكل محزن للغاية».
وعما إذا كان هناك مجال للتفاوض في شأن خطة السلام، رد «ليس كثيراً».
وأوضح الرئيس الأميركي أن دولاً عربية عدة أعربت عن ترحيبها بالخطة، وبعضها ساهم في وضعها أيضاً.
ولاحقاً، وخلال اجتماع ضم جنرالات وأدميرالات أميركيين في قاعدة كوانتيكو – ولاية فرجينيا، قال ترامب «نحن بحاجة إلى توقيع واحد فقط، وهذا التوقيع إذا لم نحصل عليه فسيدفعون ثمنه في الجحيم. آمل أن يوقعوا من أجل مصلحتهم وأن يساهموا في بناء شيء عظيم حقاً».
وفي الدوحة، أوضح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن «الخطة لا تزال في مراحلها الأولى، وتحتاج إلى تطوير وتوضيح، خصوصاً في ما يتعلق بآليات الانسحاب الإسرائيلي من القطاع».
وأكد لقناة «الجزيرة»، أن بلاده سلمت وفد «حماس» التفاوضي الخطة، خلال اجتماع عُقد الإثنين، في الدوحة، مشيراً إلى أن الحركة «تعاملت بمسؤولية ووعدت بدراسة الخطة».
وشدد على أن الرد النهائي يتطلب توافقاً داخلياً بين الفصائل الفلسطينية. وأضاف أن «الخطة المطروحة تتضمن هدفاً رئيسيا يتمثل في إنهاء الحرب، لكنها لا تزال بحاجة إلى توضيحات وتفاصيل إضافية تتطلب التفاوض».
ودعا كل الأطراف إلى النظر في الخطة «بشكل بناء، واستغلال الفرصة المتاحة لإنهاء الحرب»، مؤكداً أن «التركيز الرئيسي لدولة قطر حالياً هو إنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك وقف القتل والتهجير والمجاعة».
وأضاف أن الدول العربية والإسلامية، بما فيها مصر وتركيا، «تبذل جهودا كبيرة لدعم الفلسطينيين وتمكينهم من البقاء على أرضهم، والوصول إلى حل الدولتين»، مؤكداً أن هذه الدول «سترحب بالمشاركة في دعم الفلسطينيين إذا تم قبول الخطة».
من جانبه، تحدث الناطق باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، «عن اجتماع آخر (ليل أمس الثلاثاء) بحضور الجانب التركي كذلك مع الوفد التفاوضي من حماس بهدف التشاور حول هذه الخطة»، مشيراً إلى وجود رئيسي المخابرات التركي والمصري في الدوحة.
وأعلن مسؤول مقرب من الحركة «البدء في سلسلة المشاورات في أطرها القيادية السياسية والعسكرية داخل فلسطين وفي الخارج… وستقدم الحركة رداً وطنياً يمثل الحركة وفصائل المقاومة»، مشيراً إلى أن المشاورات «قد تحتاج إلى أيام عدة».
ونقلت «سي بي إس نيوز»، عن مصدر مطّلع على سير المحادثات، أن «حماس» تميل نحو قبول الخطة، ومن المقرر أن تقدم ردها الرسمي إلى مصر وقطر، اليوم الأربعاء.
في المقابل، نقلت «رويترز» عن مسؤول مقرب من الحركة، أن المفاوضين «سيراجعون الخطة بنيّة حسنة»، لكنه عبّر عن شكوك الحركة تجاه المقترح، عادّاً أنه يتضمن «شروطاً تعجيزية» تهدف إلى القضاء على «حماس».
وتدعو الخطة إلى وقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن لدى «حماس» خلال 72 ساعة ونزع سلاح مقاتلي الحركة بالكامل واستبعادهم من أي مناصب مستقبلية في الحكومة، على أن يتم العفو عن أولئك الذين يوافقون على «التعايش السلمي» وانسحاب إسرائيلي تدريجي من القطاع، يليه تشكيل مجلس سلام يترأسه ترامب نفسه.
لكن في تصريح مصور نُشر على قناته على «تلغرام» بعد مؤتمره الصحافي مع ترامب، ليل الإثنين، قال نتنياهو إنه لم يوافق على إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف «سنستعيد جميع رهائننا، أحياء وبصحة جيدة، بينما سيبقى الجيش في معظم أنحاء قطاع غزة».
وخلال المؤتمر الصحافي المشترك، استبعد نتنياهو أن يُسمح للسلطة الفلسطينية التي تدير شؤون السكان في الضفة الغربية المحتلة، بدور في إدارة غزة.
وقال ترامب، من جانبه، إن نتنياهو عارض بشدة خلال لقائهما قيام أي دولة فلسطينية، وهو أمر تترك الخطة مجالاً له.
وأعلن نتنياهو «أدعم خطتكم لإنهاء الحرب في غزة والتي تحقق أهدافنا الحربية».
وأضاف «إذا رفضت حماس خطتك، سيدي الرئيس، أو إذا ادعت القبول بها ثم بذلت كل ما في وسعها لتقويضها، فستنهي إسرائيل المهمة بنفسها».
وأكد ترامب أن إسرائيل ستحظى «بدعمه الكامل» للقيام بذلك إذا لم تقبل «حماس» بالاتفاق.
من جانبه، وصف وزير المال اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الخطة بأنها «فشل دبلوماسي مدوّ».
وأضاف: «في تقديري، سينتهي الأمر أيضاً بالدموع. سيُجبر أبناؤنا على القتال في غزة مرة أخرى».
وبينما رحبت السلطة الفلسطينية، بجهود ترامب «الصادقة والحثيثة لإنهاء الحرب على غزة»، اعتبر الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد نخالة، الخطة «وصفة لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني».
ميدانياً، سقط عشرات الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء، في «حرب الإبادة» الإسرائيلية.
وأصيب مستوطنان بعملية دهس، مساء أمس، قرب بلدة الخضر في منطقة بيت لحم، فيما استشهد منفذ العملية مهدي محمد عواد ديرية (32 عاماً).
وذكرت إذاعة الجيش أن منفذ العملية قرب الخضر ينحدر من بلدة بيت فجار، جنوب بيت لحم.
الهيئة الانتقالية قد تضم نجيب ساويرس
تضمّ الهيئة الانتقالية الدولية التي ستحكم غزة، والتي أعدها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ما بين 7 إلى 10 أعضاء.
وأشار النص التفصيلي، الذي يضم 21 صفحة، وحصلت عليه «العربية/الحدث»، إلى أن هذه الهيئة ستعمل كـ«سلطة سياسية وقانونية عليا خلال فترة انتقالية، بموجب تفويض من مجلس الأمن».
وأوضح أن «رئيس المجلس أو الهيئة هو من سيقود أعمالها، وستضم الهيئة ممثلاً فلسطينياً مؤهلاً، يفضل أن يكون من قطاع رجال الأعمال أو الأمن، فضلاً عن مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة، مثل سيغريد كاغ».
وستشمل أيضاً شخصيات دولية بارزة، من خبراء في المجالات التنفيذية والمالية مثل مارك روان، نجيب ساويرس، وربما آريه لايتستون.
أما المهام الأساسية التي ستوكل إلى الهيئة، فتشمل: إصدار قرارات ملزمة قانونياً وسياسياً؛ الموافقة على التشريعات والتعيينات الكبرى؛ تحديد التوجه الإستراتيجي طويل الأمد؛ ورفع التقارير مباشرة إلى مجلس الأمن.
قطر «راضية» عن الضمانات الأمنية
أكدت قطر أنها «راضية» عن ضمانات أمنية قدّمتها لها الولايات المتحدة، موضحة أنه كان هناك «التزام من جانب إسرائيل بعدم مهاجمة قطر مرة أخرى».
وقال الناطق باسم الخارجية ماجد الأنصاري «أعتقد أن الضمانات الأمنية والالتزامات التي قُدّمت في المكالمة الهاتفية (الإثنين) من طرف الرئيس (دونالد) ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) كانت واضحة جداً، وكانت بضمان من الرئيس الأميركي بأن قطر لن تتعرض لهجوم مجدداً».