ترامب: أنهينا حرب غزة ونتوقع سلاماً دائماً


– الرئيس الأميركي: الخطة تقضي بإعادة بناء غزة تدريجياً… وإيران تريد العمل على إحلال السلام وسنعمل معها

– وقف النار يبدأ «في غضون 24 ساعة» بعد مصادقة «الكابينيت» عليه

– ساعر: لا نية لدينا لاستئناف الحرب

– الاحتلال سيبقي سيطرته العسكرية على نحو 53 في المئة من مساحة القطاع ضمن إطار اتفاق المرحلة الأولى

مع دخول اليوم الـ734 من «حرب الإبادة»، توصلت إسرائيل و«حماس» إلى اتفاق لوقف النار في غزة والإفراج عن رهائن ومعتقلين، بموجب خطة الرئيس دونالد ترامب، ما يشكّل محطة أساسية باتجاه إنهاء حرب مستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، في القطاع الفلسطيني، أوقعت أكثر من 67183 شهيداً و169841 جريحاً، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومجاعة أودت بحياة المئات، فيما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف نزوح قسري وسط دمار شامل.

فبعد مفاوضات غير مباشرة مضنية وصعبة، بين طرفي النزاع، بدأت يوم الاثنين، بعيداً عن الأضواء في مدينة شرم الشيخ، وشارك فيها وسطاء أميركيون ومصريون وأتراك وقطريون، كان الختام سعيداً، فجر أمس، حين أعلن رسمياً، التوقيع على المرحلة الأولى من اتفاق غزة، وسط ترحيب عربي وأممي.

وكتب الرئيس الأميركي عبر منصة «تروث سوشيال»، «يشرفني أن أعلن أن إسرائيل وحماس وقعتا على المرحلة الأولى من خطتنا للسلام. إنه يوم عظيم للعالمين العربي والإسلامي، ولإسرائيل ولكل الدول المجاورة، وللولايات المتحدة الأميركية. ونتوجه بالشكر إلى الوسطاء من قطر ومصر وتركيا الذين عملوا معنا لتحقيق هذا الحدث التاريخي وغير المسبوق. كل التقدير لصانعي السلام!».

ومساء أمس، قال الرئيس الأميركي إنه ينبغي إطلاق رهائن غزة يوم الاثنين أو الثلاثاء، وإنه يأمل حضور مراسم في مصر لتوقيع اتفاق يشمل هذه الخطوة إلى جانب وقف النار في القطاع الفلسطيني المنكوب.

وافتتح ترامب اجتماعاً لإدارته في البيت الأبيض بمناقشة الاتفاق، الذي سيُطلق بموجبه تحرير الرهائن المحتجزين لدى حركة «حماس» في المرحلة الأولى من خطة أوسع نطاقاً في شأن غزة.

وأضاف أن الخطة تقضي بإعادة بناء غزة تدريجياً، في إشارة إلى خطط إعادة إعمار القطاع.

وبينما لاتزال هناك تساؤلات حيال ما سيحدث في المنطقة على المدى الطويل، قال ترامب إنه يأمل أن يؤدي ذلك إلى «سلام دائم».

وأعلن ان لا رأي له في إمكان حل لدولتين، وإنه سيلتزم بما يتسنى الاتفاق عليه في النهاية.

وعما يمكن أن يتوقعه الفلسطينيون، أكد «سننشئ مكاناً يمكن للناس العيش فيه… سنُهيئ ظروفاً أفضل لهم».

وعبر ترامب عن امتنانه لقادة قطر ومصر وتركيا على مساعدتهم في التوصل إلى ما وصفه بـ«النتيجة الرائعة».

كما ذكر أن حركة «حماس فقدت نحو 70 ألف شخص خلال الحرب»، مشدداً على أن «هذه الحرب ينبغي أن تتوقف».

وقال ترامب إن هجوم يونيو على إيران كان «مهماً للتوصل إلى اتفاق في شأن غزة»، ولكنه أكد أن طهران «تريد العمل على إحلال السلام، وسنعمل معها».

وكان الرئيس الأميركي كشف خلال مقابلة هاتفية مع شبكة «فوكس نيوز»، أنه أجرى «محادثات جيدة جداً» مع إيران حول اتفاق غير محدد، بعد أشهر قليلة من استهداف برنامجها النووي.

بالتزامن، أصدر الوسطاء الذين ساهموا في المفاوضات غير المباشرة، وعلى رأسهم واشنطن والدوحة والقاهرة، بياناً أعلنوا فيه أنّه تمّ «الاتفاق على كلّ بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتّفاق وقف النار بغزة، وبما يؤدّي لوقف الحرب والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين ودخول المساعدات».

وفي القدس، شارك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على وسائل التواصل الاجتماعي صورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي للرئيس الأميركي وهو يرتدي ميدالية جائزة نوبل للسلام حول عنقه.

وكتب «امنحوا دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام – إنه يستحقها»!

كما وصف نتنياهو، الاتفاق بأنه «يوم عظيم لإسرائيل»، بينما أكد وزير الخارجية جدعون ساعر «لا نية لدينا لاستئناف الحرب»، علماً أن وزراء اليمين المتطرف في الحكومة يرفضون إنهاء الهجوم في غزة قبل القضاء على «حماس».

وقالت الناطقة باسم الحكومة شوش بدرسيان إن «المرحلة الأولى أصبحت واضحة جداً الآن: سيتم إطلاق جميع رهائننا، الأحياء منهم والأموات، بعد 72 ساعة، وهو ما سيقودنا إلى يوم الاثنين».

وتابعت أن وقف النار في غزة سيبدأ «في غضون 24 ساعة» بعد مصادقة المجلس الأمني الوزاري المصغر عليه (الكابينيت)، أمس.

وأضافت بدرسيان أن قوات الجيش ستقوم بعد ذلك «بإعادة التمركز على الخط الأصفر كما هو موضح على الخرائط التي تم توزيعها على نطاق واسع، وبعد هذه الفترة التي تمتد 24 ساعة، ستبدأ الفترة الزمنية الممتدة 72 ساعة التي سيتم خلالها إطلاق جميع رهائننا وإعادتهم إلى إسرائيل».

وأوضحت أن إعادة تمركز الجيش في غزة على الخط الأصفر المذكور سيبقي على سيطرته العسكرية على نحو 53 في المئة من مساحة القطاع، وذلك ضمن إطار اتفاق المرحلة الأولى.

وأعلن جيش الاحتلال، أنه «بدأ استعدادات (…) للانتقال قريباً إلى خطوط انتشار معدلة».

وكان الجيش قال في وقت سابق إنه يستعد لتسلّم الرهائن ويتأهب «لكل سيناريو». ودعا سكان غزة إلى عدم العودة إلى شمال القطاع حيث تبقى العمليات العسكرية.

من جانبها، دعت «حماس» الرئيس الأميركي إلى إلزام إسرائيل «تنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملة، وعدم السماح لها بالتنصّل أو المماطلة في تطبيق ما تمّ التوافق عليه».

وقال مصدر في الحركة لـ«فرانس برس»،«مع بدء التنفيذ، ستبدأ حماس بعملية جمع الأسرى الأحياء وتسليمهم تباعاً وفقاً للظروف الميدانية».

وأعلن قيادي أنّ الحركة ستفرج عن 20 رهينة على قيد الحياة دفعة واحدة في مقابل إطلاق إسرائيل نحو ألفي معتقل فلسطيني، هم 250 يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة و1700 اعتُقلوا منذ بدء الحرب قبل عامين.

وخطف خلال هجوم السابع من أكتوبر، 251 شخصاً، لايزال 47 منهم محتجزين، من بينهم متوفون.

وكشفت صحيفة «جيروزاليم بوست»، أنه سيتم تشكيل قوة عمل مشتركة إسرائيلية- أميركية- قطرية -مصرية لتحديد مكان رفات الرهائن القتلى مجهولي الهوية.

وسمحت هدنتان سابقتان في نوفمبر 2023 ومطلع 2025 بتبادل رهائن ومعتقلين فلسطينيين.

الكويت ترحب وتدعو لإدخال المساعدات فوراً

رحبت الكويت، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، بالمرحلة الأولى المتضمنة وقف إطلاق النار وبدء مسار تفاوضي جاد يهدف إلى إنهاء الحرب، ووضع حد للمعاناة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع.

وأكدت دعمها الكامل لجميع الجهود والمساعي الدولية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية بصورة فورية وآمنة ومستدامة، مجددة إشادتها وتقديرها للدور الإيجابي الذي اضطلعت به قطر ومصر والولايات المتحدة وتركيا في إنجاح هذا الاتفاق.

وجددت الكويت الموقف الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وبيان نيويورك في شأن حل الدولتين، مؤكدة أن تحقيق السلام العادل والشامل يمثل السبيل الوحيد لضمان أمن المنطقة واستقرارها.

الصفقة لن تشمل البرغوثي ولا رفات الأخوين السنوار

أكّدت ناطقة باسم الحكومة الإسرائيلية أن صفقة تبادل الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، لن تشمل القيادي البارز في حركة «فتح» مروان البرغوثي.

ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول مصير البرغوثي، قالت شوش بدرسيان «في هذه المرحلة، لن يكون جزءاً من هذا التبادل».

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني إن جثماني يحيى السنوار ومحمد السنوار، لن يسلما في إطار الصفقة.





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *