
في مثل هذا اليوم، وقبل أربع سنوات، تشرَّفت وزملائي أعضاء مجلس الإدارة التأسيسي لجامعة عبدالله السالم، بتكليفنا مسؤولية عظيمة من قِبل القيادة السياسية في البلاد، وذلك بتأسيس الجامعة الحكومية الثانية في الكويت- جامعة عبدالله السالم، والتي تحمل اسماً عزيزاً على قلب الكويتيين جميعاً، وعلماً يشكِّل امتداداً خالداً للنهضة التعليمية في الكويت. وشعرنا منذ البدء بشرف الاختيار، وبثقل المسؤولية، وبالرغبة في أن يكون العمل وفق طموح الوطن وتطلعاته في بناء مؤسسة علمية رائدة.
ونحن ندرك أننا في زمن لا يقبل التأخير، ولا يقبل الأساليب النمطية المُعتادة في التعليم والعمل، بل يطمع في الابتكار، ويتطلع إلى المبادرة، وهكذا كان عملنا كفريق، وإن اختار بعض الأعضاء التفرُّغ لأعمالهم، فقل عدد الأعضاء، وتضاعفت المسؤوليات، وتواصل العمل بوتيرة متسارعة من دون انقطاع ليلاً ونهاراً، وبتوفيق من الله، وبدعوات أهل الكويت، وبعزيمة وجهود صادقة وجادة من أبنائها أعضاء المجلس ومَنْ ساعدهم في العمل، شهدنا قيام الصرح، وحصدنا ثمار الطرح، الذي تمثل في بدء التشغيل لهذه الجامعة الفتية، وفي زمن قياسي.
والآن، وبعد انقضاء سنوات المجلس الأربع، كما حدَّدها القانون، اكتملت الجامعة، ونمت الأعداد، وتعدَّدت التخصصات، ونُشِرت الأبحاث، وتشعَّبت الاتصالات واتفاقيات التعاون، وتعاظمت الأعمال التي اشترك فيها الجميع من هيئة أكاديمية ومدرسين وهيئة بحثية وإدارات عمل وقيادات إدارية، فلهم الشكر والفضل بعد الله في تميُّز هذا الصرح، ولهم الفخر في هذا الإنجاز المشهود.
وفي نهاية مرحلة التأسيس، أرى الشكر واجباً لكل مَنْ دعم وآزر، وكل مَنْ عمل وشارك، وكل مَنْ تعاون ووثَّق، وفي المقدمة وفي مسك الختام يكون الشكر واجباً لحضرة صاحب السمو أمير البلاد ولسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله ورعاهما، على الثقة الغالية والدعم المتواصل لأبنائهما، والشكر موصول لحكومة الكويت الحبيبة، ووزرائها المختصين في التعليم العالي وزملائهم في كل وزارات الدولة وأجهزتها، ولزملائي أعضاء المجلس ولأسرة الجامعة، بكُل أفرادها وفئاتها، ولطلبتنا الأعزاء وأولياء أمورهم ممن وثقوا وتابعوا ومثلوا الجامعة خير تمثيل، ولوسائل الإعلام كافة، ومنظمات القطاع الخاص، ومؤسسات النفع العام، فلولا هذا العمل الجماعي الذي تجسَّد في روح الفريق لما حققنا ما كُنا نصبو إليه حقاً، نفخر بجامعتنا، ونتطلع إلى تقدُّمها وتطوُّرها وتميُّزها في الساحة التعليمية المحلية والعالمية.
