مأساة الفاشر… تحذيرات من «فظائع»


– غوتيريش يندد بـ«تصعيد مروع للنزاع» في السودان… وبولس يحضّ على فتح «ممرات إنسانية»

تسود مخاوف متزايدة حيال الوضع الإنساني في مدينة الفاشر غرب السودان، حيث فرّ السكان وعلق مئات الآلاف من المدنيين وسط انقطاع تام للاتصالات، غداة إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على المدينة الإستراتيجية في إقليم دارفور، في وقت حذرت الأمم المتحدة من «فظائع» ذات دوافع عرقية.

وكانت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، آخر مدينة كبيرة بين أيدي الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وذلك بعد حصار استمرّ 18 شهراً.

وبذلك تكون قوات الدعم قد أحكمت قبضتها على كامل إقليم دارفور، حيث أنشأت إدارة موازية تتحدى سلطة البرهان، والمتمركز في بورتسودان (شرق)، ما قد يؤدي فعلياً إلى تقسيم السودان، مع احتفاظ الجيش بالسيطرة على الشمال والشرق والوسط، فيما تهيمن قوات الدعم السريع على دارفور وأجزاء من الجنوب.

وأظهرت صور ومشاهد نشرتها تنسيقية «لجان المقاومة-الفاشر» على «فيسبوك»، مدنيين يفرّون من المدينة وجثثاً متناثرة على الأرض قرب سيارات محترقة.

وأوضحت أن المعارك تواصلت في محيط مطار المدينة وفي مناطق عدة غربها، مؤكدة أن «نحن الذين بقينا داخل المدينة (…) نحن من سيبقى هنا حتى آخر نفس يقاوم» وسط تقدم قوات الدعم.

وبحسب نقابة الصحافيين، قُطعت كل اتصالات «ستارلينك»، شبكة الإنترنت الوحيدة التي كانت تعمل في المدينة، ما أدخل الفاشر في «ظلام إعلامي تام».

من جانبه، دعا حاكم إقليم دارفور الموالي للجيش مني أركو مناوي إلى حماية المدنيين المحاصرين، قائلاً «نطالب بحماية المدنيين، والإفصاح عن مصير النازحين، وتحقيق مستقل في الانتهاكات والمجازر التي تقوم بها ميليشيا (الدعم السريع) بعيداً من الأنظار».

في المقابل، بثت قوات الدعم في الساعات الماضية مقاطع مصوّرة تُظهر مئات الرجال بالزي المدني جالسين على الأرض ومحاطين بمقاتلين، وقدّمتهم على أنهم أسرى من صفوف الجيش أو القوات المشتركة الحليفة له.

ومن كوالالمبور، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من «تصعيد مروّع للنزاع». وقال إن «مستوى المعاناة التي نشهدها في السودان لا يمكن تحمّله».

وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان إن «خطر وقوع انتهاكات وفظائع واسعة النطاق بدوافع إثنية في الفاشر يتزايد يوماً بعد يوم».

وطالب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر، بتأمين ممرات آمنة للمدنيين، مؤكداً أن «مئات الآلاف من السكان محاصرون داخل المدينة في حالة من الرعب، يتعرضون للقصف والجوع، ولا يستطيعون الوصول إلى الغذاء أو الرعاية الطبية أو الأمان».

كذاك، دعا المبعوث الأميركي إلى أفريقيا مسعد بولس، قوات الدعم إلى فتح «ممرات إنسانية» لإجلاء المدنيين.





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *