
يبدو أن باب الهدنة في السودان قد أغلق، بعد أيام من إعلان المبعوث الرئاسي الأميركي إلى إفريقيا مسعد بولس أن الطرفين المتنازعين، الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) وافقا على هدنة لثلاثة أشهر.
وغداة اجتماع لمجلس الأمن والدفاع لم يصدر عنه قرار واضح بشأن قبول الهدنة أو رفضها، وإعلان «القوات المشتركة»، وهي عبارة عن فصائل مسلحة تقاتل إلى جانب الجيش، رفضها الصريح لهدنة «تساوي بين الدولة والميليشيا المتمردة»، أكد البرهان الذي يقود «مجلس السيادة الانتقالي»، في كلمته أمام «القيادة الجوالة» (قيادة عسكرية) مساء أمس الأول، عزمه القضاء على «الدعم السريع».
ووفق بيان صادر عن «مجلس السيادة»، قال البرهان للعسكريين: «سنمضي بقوة وعزيمة وإصرار لتحقيق النصر قريبا على الميليشيا المتمردة والقضاء عليها»، مضيفا أن «الحملة التي تقودها دول البغي والاستكبار ضد السودان ستنكسر، وسينتصر الشعب السوداني».
وتابع: «سنثأر للذين قتلوا وتم التنكيل بهم في الفاشر والجنينة والجزيرة، وغيرها من المدن والمناطق التي دنستها الميليشيا»، وأشاد ب «تضحيات القوات المسلحة والقوات المشتركة في سبيل تحرير البلاد من دنس التمرد والقضاء على الميليشيا»، وجدد العزم على «دحر الميليشيا المتمردة وتأمين حدود الدولة السودانية».
وفي مؤشر آخر على تسارع الاستعدادات لجولة جديدة من الحرب، أكد قيادي في الجيش السوداني يرأس «اللجنة العليا للاستنفار والمقاومة الشعبية» أمس «استمرار التدريب وفتح المعسكرات والدفع بالمستنفرين إلى الخطوط الأمامية دحرا للعدوان ودفاعا عن الأرض والعرض»، مشيرا إلى أنه «لا توجد أي ضرورة أو اتجاه لإطلاق حملات تجنيد إلزامي، نظرا للتدافع الطوعي الكبير من الشباب نحو المعسكرات دعماً للقوات المسلحة في معركة تحرير الوطن من التمرد».
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع موافقتها على مقترح لهدنة إنسانية في السودان قدمته «الرباعية الدولية» التي تضم مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم «الدعم السريع» في بيان «تلبية لتطلعات ومصالح الشعب السوداني، تؤكد قوات الدعم السريع موافقتها على الدخول في الهدنة الإنسانية المطروحة من قبل دول الرباعية… وذلك لضمان معالجة الآثار الإنسانية الكارثية الناجمة عن الحرب وتعزيز حماية المدنيين». وأكد أنها تتطلع إلى «تطبيق الاتفاق والشروع مباشرة في مناقشة ترتيبات وقف العدائيات».
وأعلنت «قوات التأسيس»، وهي عبارة عن تحالف من الفصائل المسلحة تقوده «الدعم السريع»، إسقاط عدد من الطائرات المسيرة في ولاية شمال كردفان.
وقبل أيام سيطرت قوات الدعم السريع على كامل إقليم دارفور بسقوط مدينة الفاشر، فيما يتصاعد التوتر حول مدينة الأُبيض في ولاية كردفان الشمالية، وهي مدينة استراتيجية تفتح طريق مقاتلي «الدعم السريع» إلى عمق أراضي الشمال التي يسيطر عليها الجيش.
