– الكويت وقبرص دولتان معتدلتان ومتشابهتان في التفكير وتدعمان بقوة أولوية القانون الدولي
– نقدّر الموقف المبدئي الذي تتبناه الكويت منذ فترة طويلة بشأن قضية قبرص
– 10 ملايين يورو حجم التبادل التجاري بين البلدين ونتطلع إلى زيادته
– نتبع قرار منطقة شنغن لمنح تأشيرة دخول متعددة للكويتيين مدتها 5 سنوات
بعد فترة عمل ناجحة، يودع سفير قبرص لدى البلاد، مايكل مافروس، الكويت اليوم الأحد، بعد انتهاء فترة عمله فيها، وقبيل مغادرته تحدث إلى «الراي» عن تجاربه في هذا البلد على مدى السنوات الثلاث الماضية، وكيف وجدت قبرص والكويت، وهما دولتان صغيرتان نسبياً، أرضية مشتركة لتوسيع علاقاتهما في مختلف المجالات.
وسلّط السفير القبرصي، الضوء على الطبيعة القوية للعلاقات بين الدولتين الصديقتين، وقال: «علاقاتنا القوية مع الكويت تنبع من التفاعل الخاص والطويل الأمد مع الشرق الأوسط الأوسع، والذي يتجلى في التاريخ والثقافة والقيم المشتركة، فضلاً عن جهودنا للعمل كجسر اتصال بين أوروبا والشرق الأوسط ودول الخليج».
ولفت إلى أن قبرص والكويت دولتان معتدلتان ومتشابهتان في التفكير وتدعمان بقوة أولوية القانون الدولي في نظامنا العالمي والالتزام بميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بعد أن عانت كلتاهما من تجربة مؤلمة للغزو والاحتلال.
وأعرب السفير مافروس، عن تقدير بلاده العميق للموقف المبدئي الذي تتبناه الكويت منذ فترة طويلة، بشأن قضية قبرص، مشيداً بالسياسة الخارجية الكويتية المتوازنة، ودورها الرائد المعترف به في المجال الإنساني العالمي، وجهودها المستمرة لتعزيز الاستقرار والأمن إقليمياً ودولياً، من خلال تعزيز مسار الدبلوماسية والحل السلمي للنزاعات.
اعتماد أكاديمي
وفي معرض شرحه لتجاربه في الكويت خلال فترة عمله فيها، قال: «بدأت فترة عملي في الكويت في يوليو 2021 بينما كان جائحة كورونا لا تزال مستمرة. وقدمت أوراق اعتمادي للأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد في أغسطس 2021».
وأضاف: «في أكتوبر 2022، عقدنا الجولة الأولى من المشاورات السياسية بين البلدين، على مستوى نائب وزير الخارجية في الكويت، وفي نوفمبر 2022، عقدت وكالة تشجيع الاستثمار القبرصية حدثاً ترويجياً في الكويت، وفي يناير 2023، بعد زيارة خبراء كويتيين إلى قبرص، بقيادة المدير العام السابق للجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، الدكتور حمد العدواني، تم اعتماد جامعة قبرص كجامعة معترف بشهادة خريجيها في الكويت، وفي صيف 2023، شهدنا أيضاً إطلاق رحلات مباشرة موسمية بين الكويت وقبرص بواسطة طيران الجزيرة، وتكررت هذه الرحلات في صيف 2024 وستستمر طوال الشتاء، وفي أبريل 2024، بعد زيارة خبراء كويتيين إلى قبرص، تم اعتماد كلية طب الأسنان في الجامعة الأوروبية في قبرص من قبل جهاز«الاعتماد الأكاديمي»، وفي الشهر ذاته نظمنا أول معرض مشترك للفن المعاصر القبرصي والكويتي، يرسم أوجه التشابه بين قبرص وفيلكا في منصة الفن المعاصر.
انتعاش سياحي
وأوضح السفير مافروس، ان حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يتجاوز 10 ملايين يورو«وهناك رغبة وعمل جاد لتحسين هذا الجانب، في مجالات عديدة واعدة، تشمل السياحة والاستثمارات والاتصالات بين الناس».
وأشار إلى أن«العديد من الكويتيين لديهم منازل لقضاء العطلات في قبرص، وفي الماضي كان ذلك أكثر من الوقت الراهن، ومع نمو صناعة السياحة بشكل غير مسبوق في الكويت في العقدين الماضيين، وانتشار العديد من الوجهات السياحية الجديدة، فقدت قبرص بعض بريقها الأصلي بين الكويتيين».
وقال: «بدأ هذا الاتجاه في الانعكاس، حيث عاد بريق
السياحة لقبرص من قبل الكويتيين، بعد اطلاق طيران الجزيرة رحلات مباشرة موسمية لها، وذلك في صيف 2023 وصيف 2024، وتم اتخاذ قرار بتمديد هذه الرحلات خلال فصل الشتاء، حيث أصبح من المفهوم بشكل متزايد أن قبرص هي وجهة مثالية طوال العام».
وأضاف أن «إجراءات الحصول على تأشيرة دخول قبرص بسيطة وسريعة للغاية، وبالنسبة للكويتيين، فإننا نتبع قرار منطقة شنغن لمنح تأشيرة دخول متعددة لمدة خمس سنوات، على الرغم من حقيقة أن قبرص لم تصبح بعد عضواً في منطقة شنغن».
تجربة إيجابية
قال السفير مافروس كانت تجربتي في الكويت إيجابية للغاية وستظل البلاد دائماً تحتل مكانة خاصة جدا في قلبي. أولاً، لأن هذه كانت أول وظيفة لي كسفير، وبالتالي فإن دور هذا المنصب محوري في مسيرتي المهنية.
ثانياً، لأنه منذ اللحظة الأولى التي وصلت فيها، تم الترحيب بي بحرارة وتشجيعي ودعمي من الجميع، بدءاً من الأسرة الحاكمة والمسؤولين الحكوميين وأيضاً من جميع الكويتيين من جميع مناحي الحياة، فضلاً عن أعضاء الشتات العربي والمجتمعات المتنوعة الأخرى في الكويت.
وكانت جميع الأبواب مفتوحة هنا وكان الناس طيبين ومضيافين وسخيين، وهي صفات نقدرها كثيراً، كما هو الحال في ثقافتنا أيضاً».
مزيج فريد
قال السفير مافروس إن قبرص هي مزيج فريد من الغرب والشرق، حيث تقع عند مفترق طرق ثلاث قارات وتقع بالقرب من الشرق الأوسط. يجد الكويتيون الكثير من الأشياء المألوفة لهم في قبرص وهذا يجعلهم يشعرون وكأنهم في وطنهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن قبرص لديها ما تقدمه للجميع، وترحب بالناس من كل مكان. شواطئنا ليست جميلة فحسب، بل إنها معتمدة كواحدة من أنظف الشواطئ في أوروبا. وعلى بعد مسافة قصيرة بالسيارة من المياه الصافية لساحلنا توجد الجبال، حيث يمكنك الاستمتاع بمساراتنا الجميلة.
عشاق الآثار
قال مافروس ان قبرص هي أيضاً ملاذ لعشاق الآثار ويمكنك زيارة مواقع من جميع الفترات المختلفة، بما في ذلك أماكن العبادة المسيحية والإسلامية التاريخية. في جميع أنحاء قبرص، ستتاح لك الفرصة لتجربة مطبخ مميز يتكون من المقبلات والأطباق الصغيرة من كل شيء. الشعب القبرصي دافئ ومرحب ونحن سعداء للغاية باستقبال الزوار.