– محمد الجسار: صون التراث على أرض الجزيرة خطوة استباقية نحو السياحة الثقافية المستدامة في «فيلكا»
– تاريخ الجزيرة يعود إلى 4200 عام ونهضت فيها 5 حضارات متعاقبة
– الجزيرة كانت مأهولة بالسكان حتى الغزو العراقي في 1990
– نعكف على إعداد دراسة شاملة عن الجزيرة ورفعها إلى قائمة «يونسكو» بالأعوام المقبلة
– محمد بن رضا: محاولات جادة لتدوين تاريخ «فيلكا» ومراحل استيطانها
– الجزيرة موقع أثري ومحط التقاء الحضارات والثقافات
وقّع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مع منظمة الصندوق الدولي للمعالم، مذكرة تفاهم في مسعى لإدراج جزيرة فيلكا بقائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.
ووقّع المذكرة من جانب دولة الكويت الأمين العام للمجلس، الدكتور محمد الجسار، بحضور سفيرة الكويت لدى الولايات المتحدة الشيخة الزين الصباح، في حين وقّع عن الجانب الآخر الرئيس والمدير التنفيذي للصندوق الدولي للمعالم، بيندكت دي مونتلور، وذلك بمقر المنظمة في منطقة مانهاتن مساء الخميس الماضي.
وأكد الجسار عقب مراسم توقيع المذكرة، أهمية جزيرة فيلكا في الكويت والخليج والعالم أجمع، والتي يعود تاريخها إلى 4200 عام.
وأضاف الجسار أن الجزيرة شهدت خمس حضارات متعاقبة، وكانت مأهولة بالسكان حتى قبل 34 عاما، عندما شن الغزو العراقي على البلاد في 1990.
ولفت إلى أن المجلس في طور تجهيز ملف إدراج فيلكا بقائمة التراث العالمي بالتعاون مع منظمة الصندوق الدولي للمعالم من خلال إعداد دراسة شاملة عن الجزيرة ورفع الملف إلى قائمة منظمة (يونسكو) خلال الأعوام المقبلة.
وقال إن «هذا النوع من التسجيل يحفظ ويثبت هذه المواقع التاريخية للأجيال القادمة» مؤكدا أن صون التراث على أرض الجزيرة يعد خطوة استباقية نحو السياحة الثقافية المستدامة في جزيرة فيلكا.
تدوين التاريخ
من جانبه، قال الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف، محمد بن رضا، إن برنامج استراتيجية مذكرة التفاهم جاء بناء على توصية المجلس العالمي للمعالم والمواقع (إيكوموس) في 2018.
وأكد بن رضا الدور الكبير الذي تمثله جزيرة فيلكا في مجال التراث الثقافي العالمي لاحتوائها على مواقع أثرية علاوة على مواصلة بعثات التنقيب الأجنبية عن الآثار في فيلكا عملها الدؤوب في محاولة جادة لتدوين تاريخ الجزيرة ومراحل استيطانها باعتبارها موقعاً أثرياً ومحط التقاء الحضارات والثقافات.
قيمة عالمية
وفي السياق، أعربت رئيسة منظمة الصندوق الدولي للمعالم بيندكت دي مونتلور، عن سعادتها بتوقيع المذكرة بين الجانبين، لافتة إلى أن تلك الخطوة تُعد المشروع الأول للمنظمة في دولة الكويت، لإبراز القيمة العالمية الاستثنائية للموارد الثقافية والطبيعية في الجزيرة.
ويُعد الصندوق الدولي للمعالم الذي أسس عام 1965 منظمة مستقلة رائدة ومكرسة للحفاظ على العمارة التاريخية ومواقع التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم لبناء التفاهم المتبادل بين الثقافات والمجتمعات من خلال العمل الميداني وتقديم المنح والتعليم والتدريب.
استثمار سياحي وثقافي
قال الجسار إن غاية تسجيل جزيرة فيلكا على قائمة التراث العالمي، تكمُن في رفع مستوى الكويت الثقافي العالمي بحيث «يكون لدينا مواقع تستثمر للسياحة الثقافية مستقبلاً» وذلك في إطار عملية التطوير المقبلة عليها البلاد.
مسح شامل لآثار الجزيرة
ذكر الجسار أن دراسة إدراج فيلكا على القائمة العالمية، ستتم على مراحل عدة، أولها القيام بمسح شامل للمواقع التراثية للجزيرة، يليها إعداد ملف كيفية استثمار هذه المواقع للسياحة الثقافية في فيلكا، ومن ثم رفع الملف إلى منظمة (يونسكو)، واعتبر هذه المرحلة مهمة بالنسبة للبلاد، في أن يكون لديها موقع مسجل في التراث العالمي.
الزين الصباح: الكويت حريصة على تعزيز إرثها الثقافي
أكدت سفيرة دولة الكويت لدى الولايات المتحدة الشيخة الزين الصباح، حرص البلاد على حماية ونشر المعرفة وتعزيز الإرث الثقافي الذي تحتفي به الكويت.
جاء ذلك في تصريح أدلت به السفيرة الصباح لوكالة «كونا»، عقب مراسم توقيع مذكرة التفاهم بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومنظمة الصندوق الدولي للمعالم حول جزيرة فيلكا الخميس الماضي.
وقالت السفيرة الصباح إن المذكرة خطوة مبدئية ومهمة جداً في ترشيح وإدراج جزيرة فيلكا بقائمة التراث العالمي.
ولفتت إلى أن الخطوة تحمل كذلك أبعاداً اقتصادية وتعليمية وثقافية وبيئية من شأنها أن تُعزز مكانة الكويت على الساحة الدولية.