جرذان وفئران وعقارب وصراصير تحيط بأهالي غزة


يبدو الموت «الأمر الوحيد المؤكّد» بالنسبة لـ2,4 مليون فلسطيني في غزة لا مفر لهم من القصف الإسرائيلي المتواصل، وفق ما أفادت الناطقة باسم وكالة «الأونروا» لويز ووتريدج، في إطار حديثها عن اليأس المتزايد الذي يشهده القطاع.

وقالت ووتريدج لـ «فرانس برس» من غزة «يبدو فعلاً وكأن الناس ينتظرون الموت. ويبدو الموت الأمر الوحيد المؤكد في هذا الوضع».

ووتريدج في قطاع غزة منذ أسبوعين، حيث تشهد على الأزمة الإنسانية والخوف من الموت وانتشار الأمراض مع تواصل الحرب.

وقالت من منطقة النصيرات (وسط) والتي استُهدفت مراراً بغارات إسرائيلية «لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، ولا أي مكان آمن إطلاقاً. الوضع مفجع تماماً».

تقصف القوات الإسرائيلية القطاع المحاصر من الجو والبر والبحر، منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما أدى إلى تحوّل الجزء الأكبر منه إلى ركام.

وفي شهرها الـ 11 حالياً، تسببت الحرب في أزمة إنسانية حادّة، إذ يعاني مئات آلاف الأشخاص الذين نزح معظمهم مرّات عدّة من نفاد المواد الغذائية الأساسية ومياه الشرب النظيفة.

وتابعت ووتريدج «نواجه تحديات غير مسبوقة في ما يتعلّق بانتشار الأمراض والنظافة. يعود ذلك جزئياً إلى الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة».

وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية في القطاع، ردّاً على عملية «طوفان الأقصى»، عن استشهاد

40223 شخصاً على الأقل، فيما زاد عدد المصابين إلى 92981، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» التي لا تفصّل عدد المقاتلين وعدد المدنيين.

وتفيد مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأن غالبية القتلى من النساء والأطفال.

ولجأ عشرات آلاف الأشخاص إلى المدارس في أنحاء القطاع، والتي باتت هدفاً تطوله الصواريخ الإسرائيلية بشكل متزايد.

ويدعي جيش الاحتلال بأن «حماس» تستخدم هذه المدارس مراكز قيادة، وهي تهمة تنفيها الحركة.

وأكدت ووتريدج «حتى المدرسة لم تعد مكاناً آمناً… ويبدو وكأنك دائما على بعد بضعة مبان عن خطوط الجبهة الآن».

وأشارت إلى أن عدداً متزايداً من أهالي غزة الذين تعبوا من الاستجابة لأوامر الجيش الإسرائيلي «المتواصلة» بالإخلاء، باتوا يترددون في الانتقال من مكان لآخر.

وأوضحت «يشعرون بأنهم يطاردون ضمن حلقة مغلقة. التنقّل صعب لا سيما في ظل الحرارة ووجود أطفال ومسنين ومعاقين».

وأكد الكثير من أهالي غزة الذين قابلتهم «فرانس برس» أنهم لا يريدون التنقّل أكثر مع عائلاتهم وخيامهم وما تبقى من أمتعتهم.

وانتقدوا ما قالوا إنه عدم وضوح أوامر الإخلاء الإسرائيلية، بما في ذلك الخرائط التي تُلقى من الطائرات، فضلاً عن صعوبة الاتصال نظراً إلى عدم توافر إمكانية الوصول إلى الإنترنت بشكل دائم في غزة وشح الكهرباء ومشكلة الاتصالات.

وذكرت ووتريدج أن الأشخاص الذين مازالوا يتنقلون يؤكدون بأنه أينما حلّوا «هناك جرذان وفئران وعقارب وصراصير»، مضيفة أن الحشرات «تنقل الأمراض من مأوى لآخر».

والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن القطاع سجّل أول إصابة بشلل الأطفال منذ 25 عاماً.

ولفتت ووتريدج إلى أن الأمم المتحدة تنتظر الحصول على الضوء الأخضر من إسرائيل للانتقال من خيمة لأخرى من أجل تطعيم الأطفال ومنع انتشار شلل الأطفال.





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *