عندما تستطيع الحكومة أن تتفق على تطوير دورات مياه العاصمة فلتحدثنا عن رؤية 2035، وإلا فلتكرمنا بسكوتها لأننا أصبحنا في مرحلة صرنا نخجل من الوضع الذي وصلنا إليه، خصوصاً أن جيراننا في دول مجلس التعاون قد ناطحت إنجازاتهم عنان السماء.
منذ ما يقارب خمس سنوات طالبت في مقال متواضع بلدية الكويت بترتيب دورات المياه في منطقة المباركية، على اعتبار أنها منطقة سياحية يتردد عليها المواطنون والمقيمون والزوار من دول مجلس التعاون الخليجي.لكن للأسف منذ أيام عنونت الزميلة صحيفة «القبس» أن المفاوضات الجارية بين الجهات المسؤولة عن الموضوع قد باءت بالفشل، وأن زوار المنطقة مطالبون بتدبير أمورهم في حال أرادوا قضاء حاجتهم، و«مو مشكلة لو تنخش ورا سيارة صافطة لتقضي حاجتك!».الكلام عن دورات مياه العاصمة يجرنا إلى إعلان الحكومة منذ سنوات أن لديها خطة تنمية وإصلاح ستنجزها على مدى سنوات حتى تكتمل في عام 2035، وأن كل مؤسسات الدولة مجندة لهذا الغرض، لكن المتابع لما يحدث يكاد يجزم أن البدايات غير موفقة في هذا الإطار، فالدورة المستندية وكتابنا وكتابكم وخمس عشرة جهة رقابية توافق إحداها على إقامة مشروع لتأتي الأخرى وتعترض، والتعيينات البراشوتية التي تفتقد عنصر الكفاءة، وأمور عديدة لن تساعد في إنجاز أي مشروع متطور حتى لو كان صغيراً، هذا هو الوضع الحقيقي، وهو أمر لن يساهم في أي تطوير.بالإضافة إلى أن الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للدولة ما زال هو الفكر السائد، وأن الحديث عن تنويع مصادر الدخل تنظير يمارسه بعض المتخصصين في المواضيع الاقتصادية ليس إلا.من يرد التنمية والإصلاح فإن عليه أن يضع بعين الاعتبار أن تطوير التعليم والخدمات الصحية وتسهيل الدخول إلى البلد وتسهيل إجراءات إصدار التراخيص التجارية بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى تطوير الخدمات والقطاع الفندقي، وعدم وضع العراقيل أمام دخول هذه المرافق، خريطة طريق مطلوبة لأي تطوير، ولكن الكل يشاهد بأم عينه مدى التخلف والتراجع الذي أصاب كل هذه المرافق.
على الحكومة أن تعترف أنها غير قادرة على الإصلاح والتطوير لأن معظم أفرادها مشغولون في إرضاء بعض نواب التخلف الذين اختاروا اليوغا ودورات الرقص الشرقي للسيدات فقط، وإعلانات الشوارع خطة عمل، وتركوا التشريعات الرئيسة التي ينتظرها الشعب للتطوير، وهيك حكومة بدها هيك نواب.على كل حال عندما تستطيع الحكومة أن تتفق على تطوير دورات مياه العاصمة فلتحدثنا عن رؤية 2035، وإلا فلتكرمنا بسكوتها لأننا أصبحنا في مرحلة صرنا نخجل فيها من الوضع الذي وصلنا إليه، خصوصاً أن جيراننا في دول مجلس التعاون قد ناطحت إنجازاتهم عنان السماء.على فكرة بما أننا عجزنا عن ترتيب موضوع دورات المياه، أناشد وزارة الأوقاف طباعة منشورات تثقفنا عن التيمم والاستنجاء.فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك!